برح بها ألماً / الألم متعد الوجه ، وكلمة / برح / تعطينا فكرة عن قوة هذا الألم واستمراره عبر الأيام .. وقد يضم أنواعا شتى من سب وشتم ،وقمع وقهر ، وإهانة ودوس للكرامة الإنسانية ... آلام لا تقل عن ألم الضرب والرفس والركل ....
والواقع أن هذا البطل يداوي نفسه بهذا السلوك ،فهو يحاول أن يثبت أنانيته ، ويعزز مكانته الذاتية والنفسية لأنه يفتقدهما أثناء احتكاكه بأفراد المجتمع .. فهو غير قادر على تقييم شخصيته بين أقرانه وأصدقائه .. يتأرجح بين القوة والصرامة داخل البيت ، والضعف خارجه .. إنه يعاني من سوء التكيف الاجتماعي وقد أثبت ضعف شخصيته وهشاشتها من خلال اعتذاره الطويل إلى حد الركوع عند القدمين ..
قد نتخيل أن تناقضاً بين حدث الاعتذار وانكسار آنية الزهر ، فالأول كان بدون نتيجة ،إذ لم ينفع هذا الاعتذار المتكرر بعدما فقد بريقه ، فبدل أن تقول الساردة أن قلب هذه المرأة قد انكسر ، ومن الصعب أن يعود مملوءاً بالصدق والوفاء والمحبة جسدت النتيجة في انكسار آنية الزهر .. فهناك مشابهة ضمنية بين انكسار القلب وانكسار آنية الزهر ..
فاعتذاره هو محاولة للتمسك بها ، لكنها انفلتت منه وابتعدت عنه كما تنفلت أواني الأزهار من الأيادي ، إنها حركة خاطئة غير محسوبة في الوقوف كانت سبباً في انكسار الآنية ، شابهتها حركة خاطئة غير محسوبة في تعذيب هذه المرأة مما سبب انهياراً في العلاقة الزوجية ، فكان الفشل الذريع الذي لحق البطل من جراء سلوكه غير مبني على الروية والتحكم في الفعل ..
نص جميل أعجبت بصياغته وطرحه .. أتمنى أن تكون ثرثرتي لها مصوغ جيد لتأويل دلالة النص العميقة ..
تقديري واحترامي الأخت المبدعة المتألقة .. خلود ..
الفرحان بوعزة