أحلام ذاك الفتى
ــ
شعر : علي عزوزي
ــ
ذاك الفـتى رتَّـبت أحـلامه ســفرَهْ
منذ الصبا رسمت من وهمه قدرَهْ
*
حاكت خيـوط الليالي في تعاقبها
بســاط درب الأماني فاقتفى أثره
*
فراح يمخر بحر الشوق في لجج
ولا يبالي إذا سـلطـانه قهـره
*
قد كان يسلك نهج العاشقيـن فهل
تلك الرؤى بعد صفو شوشت بصره
*
أم كان يأنـس للأمواج في حـذر
فصادر الموج في طغيانه حذره
*
فراح يقتحم الأشواق وهي على
جمر الغضا أملا أذكى به شرره
*
لو كان يصغي إلى النفس التي ولهت
زار الحبيب الذي يجفو ولو هجــره
*
أو كان يذكر ما بالماضي من علل
أثنى على الدهر لا يشكوه إن غدره
*
ترجو المنى نفسه حتى إذا يئست
ألقى بعرض المحيط المستوي حجره
*
وظـل ينشـد في دنيــاه مكـرمــة
تزكي القريض الذي من شعره نشره
*
ولت وولى من الأيام ما عشقت
فيه الليـالي التي ما هادنت سـمره
*
لم يبق من مؤنس إلاَّ عقـود هــوى
من أجمل الشعر يستهوي بها نظره
*
كي ينجب الروض من بعد استقالته
وردا وقـافيــة مستعرضا درره
*
كانت وكان الزمان الخصب منفتحــا
يلقي بزهو مواضي ليلها سُـرره
*
والآن صار سـجين القحط لا سـحب
في الأفق أو نسمة تجزي به مطره
*
فريشـة الشـعر قد جفت سـواحلها
زجر تولى فما أبقى سوى حفره
*
قضى الزمــان وعـاد الآن يذكــره
فهل يعيدُ إليه الـروحَ إن ذكره
*****
[/CENTER][/CENTER][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/CENTER]