لماذا بت أكرهني ...

لماذا بتُّ أكرهني ...



لهذا بتُّ أكرهني
وأغرق في متاهات من الشجن
لأن اليوم حطاب ولا يرنو إلى الأزهار
في ثوب الربا الأخضر
وإن ما جئت .. نحو الأمس يسرقني
ولا يمضي بأحلامي إلى المستقبل
المملوء ألوانا
ولا يُزهر
لأن اليوم
يتركني على الشــطآن مرتعشا
بلا مَنٍّ ولا سلوى
ولا أهداب نورسة تدغدغ طيفي المبتل بالأشواق
في بحر به الأمواج تائهة
بلا مد ولا جزر
ولا بالدر إن قررت
قد أظفر

لهذا بت اكرهني ..
لأن الليل أحضنه
وأذرفني قرابينا بحضرته
وأملؤه من الاقماروالأحلام والذكرى
وأغرسـه بساتينا
وأوُدعه حنين القلب محتفلا بصحبته
فيغدر بي كنخاس
ولا يُقمر

لهذا بت أكرهني ...
لأن الحلم في مرآة أحلامي
يتوه معاندا نبضي
وأبحث عنه طول الوقت
لكني
أعود مرافقا فشلي
فأسرقني
وأذهب باحثا عني على الشطآن في وجل
فلا بالموج يغسلني
ولا بالدر يملأني
ويبقى نبضيِ المغلول
للمجهول يرسلني
فلا قمح على كفيَّ قد ينمو
ولا زيت به القنديل يرشدني
لنور يفتح الابواب في مدني
ولا خبز
ولا زعتر
وأعلم انني المصلوب منذ الأمس يا حسناء
في مدنك
وأنك باشتعال الشوق قد تخفين أحلامي
على شفتيك في خبث
وفي عينيك
في نظراتك الرعناء
كي أبقى
فراشا تشتهيه النار
لا يغفو ..
فهل أغفو وفي جفنيَّ
أوهام
وأقمار بدت بالحزن مثقلة
تدندن لحنها المبتل بالأوجاع
في خدر
فتسكبني
شــرابا للغد المجهول
مجنون
وترسلني
الى سفنك؟؟

لهذا بت أكرهني
لأني لا أرى إلاك يجمعني
فأوراقي على ساحاتك انتشرت
مبعثرة ومهملة
فلا كف لها تدنو
ولا عيناك ترعاها
وصوت الريح في الآفاق يخنقها
ولا تدرى
إلام الوقت يهملها
ومن في الكون يمهلها
وصوت البعد والأهمال
مجتمعان في بُردك

لهذا كنت أكرهني
ولكني ومنذ اليوم
بعد الوهم اجمعني
وأحضنني ..


22/6/2015



تفعيلة الوافر مفاعلتن

ويبقى نبضيِ المغلول
للمجهول يرسلني
فلا قمح على كفيَّ قد ينمو
ولا زيت به القنديل يرشدني
لنور يفتح الابواب في مدني
ولا خبز
ولا زعتر
وأعلم انني المصلوب منذ الأمس يا حسناء
في مدنك
وأنك باشتعال الشوق قد تخفين أحلامي
على شفتيك في خبث
وفي عينيك
في نظراتك الرعناء
كي أبقى
فراشا تشتهيه النار
لا يغفو
*****
وكم في النارِ من زيتٍ
ومن زعترْ
وفيها الخبزُ والتنّور مُلتَهِبٌ
فمنْ يأكلْ
ومن يشرْبْ
عَلام الكُرْهُ والزَّيْتون تعصرُهُ المَعاصرُ
في الخريف ليُسرَج المصباحُ في المشكاةِ كيْ تغضبْ
فنورُالزيتُ لنْ ينضبْ

لك بصمتك الشعرية المميزة أستاذنا الجميل صاحب الكلمة الرقيقة العذبة


دمتم بخير وسعادة

سلام الله عليك استاذي ومعلمي الحبيب محمد ذيب سليمان نفعنا الله بعلمك واجزل لك الخير والعطاء ..........شكرا للجمال

اتدري يا استاذ احاول ان اكتب ولو لمرة واحدة في شعر التفعيلة ...لم يسبق لي ذلك ولا ادري كيف الج بابه

اليس غريبا او صعب المرتقى نوعا ما بخلاف العمودي ؟؟؟؟؟تحاياي

جميل و رقيق هذا البوح..
والحسّ المرهف يورق شعراً برائحة الزعتر ..
سلم الله قلبك و قلمك.
تحياتي .

ويبقى نبضيِ المغلول
للمجهول يرسلني
فلا قمح على كفيَّ قد ينمو
ولا زيت به القنديل يرشدني
لنور يفتح الابواب في مدني
ولا خبز
ولا زعتر
وأعلم انني المصلوب منذ الأمس يا حسناء
في مدنك
وأنك باشتعال الشوق قد تخفين أحلامي
على شفتيك في خبث
وفي عينيك
في نظراتك الرعناء
كي أبقى
فراشا تشتهيه النار
لا يغفو
*****
وكم في النارِ من زيتٍ
ومن زعترْ
وفيها الخبزُ والتنّور مُلتَهِبٌ
فمنْ يأكلْ
ومن يشرْبْ
عَلام الكُرْهُ والزَّيْتون تعصرُهُ المَعاصرُ
في الخريف ليُسرَج المصباحُ في المشكاةِ كيْ تغضبْ
فنورُالزيتُ لنْ ينضبْ

شكرالتواجدك الكريم اخي احمد المعطيي
والله كنت اعرف انك اول من سيدخل النص
احساس يتلبسني
شكرا على تزيين النص بشعرك الجميل
مودتي

شعر قوي صادق الشعور متمكن الأدوات و فيها صراع داخلي كبير

ربما هو المفتاح الكبير لهذه القصيدة ...خاصة جملة لهذا بت أكرهني

تعبير صعب جدا ولكن فيه كلام كبير

جميل العَزْفِ يُطْرِبُني ..
يُسَلِّيني ، وَيُعجِبُنـــي ..
إلى أنْ أنتشي ثَمِــلًا بِرَوعَتِهِ..
يُحَاصِرُ في الحشى قلبي ويَسْتَولي على شَجَني
وَيَمْلأني ترانيمًا ..
لأنَّكَ أنت مَنْ يَعْزِفْ على الأرتارِ ــ بُلْبُلُنَــا
يَطِيْبُ الشِّعرُ ، فلتعزفْ
لتطربني .

تحياتي وإعجابي .

لماذا بتُّ أكرهني ...



لهذا بتُّ أكرهني

لأن الليل أحضنه
وأذرفني قرابينا بحضرته
فأسرقني

في مدنك
فتسكبني

لهذا بت أكرهني
لأني لا أرى إلاك يجمعني
لهذا كنت أكرهني
ولكني ومنذ اليوم
بعد الوهم اجمعني
وأحضنني ..


22/6/2015



تفعيلة الوافر مفاعلتن

ابداع واستعمال توقفت منه متعجباً من توجيه الفعل على الذات بحيث يكون الفاعل والمفعول به هو الذات نفسها!!!!.
من الغريب أن فعل الحضن المعروف يحتاج أن يكون بين شخصين متقابلين أو مختلفين فكيف يحضن الإنسان نفسه ؟
استعمال جديد يحتاج للتأمل.
حبذا لو نتعلم منك أستاذنا الفكرة
بوركت وجزاك الله خيراً

اختيارات جميلة للكلمات والبحر
ونفس شعري ممتد لا يضعف ولا يهن
ورسم لحالات النفس بكل احترافية
من شاعر متحكم في ريشة الشعر الحرون
تحياتي وخالص ودي