سيزيف الفلسطيني
سيزيف حسب الميثولوجيا الإغريقية: شخص ذكي استطاع أن يخدع آلهة الموت ، مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمزا العذاب الأبدي.
أنافقُ عجل التيه في سفر غربتي=همومي آياتي وصمتي قِبلتي
كأن غرابا يرسم الموت حفرة=فيمسي المدى لحدا يواري سوأتي
وتنشر شطآن السماء دماءها= شراعا يسوق الوقت في غير رجعة
ويلثم قرص الشمس وجهي مفارقا=حزينا يغطيه الفراق بصفرة
يدوّي صدى الآثام كالرعد جاحدا=نبيا مضى ما فاه بعد بآية ِ
فمن دار إيلاف إلى دار فرقة=إلى دار نكران إلى دار غربة
يشرّق طوع الريح خوفا من الذي...= ويرجع عكس الريح شوقا إلى التي....
فليس الذي يمضي يخالف رهبتي=وليس الذي يأتي يوافق رغبتي
أشيخ كما طفل يتيم مطارد=يبدل خوف الموت جمرا بتمرة
فمن زيف طوفان الشتات وجدتني=على برزخ الآلام ترسو سفينتي
صعودا إلى المجهول أحمل نكبتي=هبوطا إلى المعلوم ألحق نكستي
شقاء كأن الله مد زمانه= تساوى به الهولان:همّي وهمتي
هو العصر بعد الفجر أمر محتّم=فتبَّ الذي يهوى الحياة وتبّت
...ومن كوة في الأفق ينفتق المدى=يقطّر روح الشعر في موت شرفتي
فماذا تبقى غير نزف قصيدة ؟؟=على بعد موت بين نار وجنة
فلا تجلدوا ظهري بسوط إرادتي=فإني بما أحدثت أحمل صخرتي
من مجموعتي الشعرية : المزامير الأخيرة