قال عبد الله بن صالح الفوزان في شرح مختصر قواعد الإعراب لابن هشام
الفائدة الأولى: هل تقول: عساكم طيبون، ولّا عساكم طيبين؟ الدارج على ألسنة الناس: عساكم طيبين ولّا لا؟ وهذا وجه مرجوح في العربية، وأنا أريد منكم بالذات أنكم ما تتكلمون بالأوجه المرجوحة في العربية، وعلى هذا نقول الأحسن أن تقول: عساكم طيبون، وهذا رأي شيخ النحويين سيبويه، يقول سيبويه في كتابه ونقله عنه ابن هشام في مغني اللبيب.
قبل مقدمة بسيطة، عسى أصلها تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر، كما قال ابن مالك:
ككان كاد وعسى......... ... ...........................
لكن يقول سيبويه: إذا اتصل بـ(عسى) ضمير عوملت معاملة لعل، أيش فرق لعل عن كان؟ في العمل؟ عكسها، إذن الذي يقول عساكم طيبين ألحاقها بعسى في الأصل ؛ ولّا لا؟ لأنه نصب الخبر مثل ما ينصب خبر عسى وكاد وكان، لكن لعل لو قلنا: لعلكم طيبون ولّا طيبين؟ طيبون إذن سيبويه يقول إن عسى إذا اتصل بها ضمير تصير مثل لعل، تنصب الاسم وترفع الخبر، وعلى هذا عساكم طيبون أحسن من عساكم طيبين.
وفيه مرجح آخر، هل تأخذونه؟ الكاف هل هي من ضمائر الرفع أو من ضمائر النصب؟ أو من ضمائر الجر؟ الكاف عمرها ما صارت من ضمائر الرفع، أبدا، الكاف إما من ضمائر النصب وإما من ضمائر الجر واضح، طيب لو قلنا عساكم طيبين أيش ستكون الكاف هنا؟ ما تكون اسم عسى واسم عسى يكون مرفوع؟ تأملوا شوية لو سمحتم، يعني لو قلنا طيبين، والكاف هنا اسم عسى، ما يصير أن جعلناه في محل رفع الآن؟ وهي ما تصير في محل الرفع، لكن إذا قلنا عساكم طيبون فقلنا إن عسى حرف ترجٍ بمعنى لعل، والكاف اسمها منصوب، ماشين على القاعدة، وطيبون خبر عسى، التي هي بمعنى لعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. واضح هذا؟