بات في ليله
باتَ في ليْلهِ الطويل حَزينًا.........و كَثيرَ التَّفْكير وَ الاْنْتحاب
لم يْجدْ مَنْ يُخفِّفُ الحُزْنَ عَنْه ..و الأسَى للنُّفوس شرُّ العذاب
كلُّ نفْس قدْ راح عنها هناءٌ......فهْي مَأوى للهمِّ و الأوْصَاب
قد أضَاعَ الغنى فصَار وَحيدًا......بَعْدما مالَ عنْه كلُّ الصّحاب
عنْدما كانَ عنْدهُ المالُ كانَ .....النَّاسُ منْ حَوْلهِ بغَيْر حسَاب
كانَ يَحْيا عن القُنوط بَعيدًا........مثلَ طيْر يعيشُ وسْطَ الغَاب
عَاشَ مُرْتَاحًا في النَّعيم و لمْ.........يدْر نَعيمَ الحَياة للانْقلاب
جسْمهُ كان للحَرير حَليفًا...............فغَدا مُلْتفَّا برَثِّ الثياب
عَيشُه لمْ يَعُدْ مُنيرا فريدًا.........بلْ غدا عَيْشًا حَالكًا كالغُراب
نفذَ السُّقمُ و النُّحولُ اليه..........و هَوى نجْمُهُ الى الأعْشاب
رُبَّ جِسْمٍ مثْل الجِبال قََويٍّ....صار بالسُّقم و الأسَى كالخَراب
قد مَضى عَهْدٌ كان فيه مُهابًا.....و مُحَاطًا بالحُبِّ و الأصْحَاب
يَتَمنَّى و مَا يريدُ سوى ستْرٍ...........يقيه منْ نَظْرة العيَّابِ
بعد أنْ راحَ عنْه كلُّ قَريب ..............مَزَّقتْه الأيَّامُ بالأنْياب
في حَياة تُعَافُ مَلَّ بَقاءً ......ليْسَ في سِجْن الفقْر غَيْر التَّباب