.
قفا نتذكَّرُ جرحاً بأرضٍ *** عَلَتْ وأضاءتْ سماءَ المُــــــقاوِمْ
وُعودٌ تَرُدُّ الهواءَ عنِ الغيْــــــــمِ كيْ لا يُغنِّي نُفوقَ المآتـــــــــمْ
ألا تدري بنهرِ الرَّدى في قُرانا * يفيضُ وقد جابَ كلَّ المواسمْ
أما خاب فيك كما ملَّ منَّا *** ومن قبْلُ ذاقَ مرار الهَزائــــــمْ
كفاكَ غِياباً ألا افهمْ خطــابي *** أنا لا أراكَ قليلَ العزائـــــــمْ
فلا خيْــــرَ في فِـــكرةٍ تَتَجنَّب طَيِّبَ قــوْلٍ أتى بالغنــــائـــــــــمْ
تَنَكَّبْ طــريــقَ شَياطينَ إنسٍ ** وجنٍ عساكَ تُحـاكي الغمائــمْ
دعــاءُ السَّجودِ بليلٍ أرَقُّ ** على القلبِ منْ رفرفـات الحمائــمْ
بــــلادٌ تَئِنُّ دواهـــا بعيـــــدٌ ** قريبٌ كنَبْضٍ إذا كنت عــالِـــمْ
يهودُ تُلاعبُنا بالكُـراتِ ** ورقصِ العُــراةِ على ضَحْكةِ النَّاهمْ
بِجَيْبٍ جريحٍ ورأسٍ نظيفٍ *** تُقــادُ الشعوبُ كباقي البهـائــمْ
وجـيءَ بعقـلٍ كسيـــحٍ وســوطٍ *** مَليحٍ وقيلَ أيـنَ العمـائــــمْ
تَعـــاونْ على النَّهْــبِ والجَـــلْد والفَشْخِ يا شيخُ جُـدْ بالتمــــائـــمْ
وهــاجــمْ بِفَنٍ جَرائــمَ منْ لا *** يُراقِــصُ طَبْــلَةَ الحــاكـــــمْ
دَعِ الحُــكْمَ للأهْـلِ والديـنُ للهِ كي لا تكون حـــذاءَ المَـراسِـــــمْ
تَفــورُ الكــلابُ بكلِّ مكــانٍ ** * وأنتم نِيـــامٌ بِحلْمِ الأعــاجِــمْ
وكَـفُّ اللظى تَحصُدُ النًّبضَ مـا دام فينا حيــاةٌ فأيـنَ العـزائـــــمْ
فيا شعْبُ كُفَّ عن الجُبْنِ وارحلْ * إلى التَّضحياتِ وعِزِّ المَكارمْ
مصطفى الصالح