أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الخلافة الراشدة بين داعش واندونيسيا

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي الخلافة الراشدة بين داعش واندونيسيا

    التحرك السياسى أقل من مستوى النضال فى المعارك ، ليس فى مصر أو فى فلسطين فقط بل فى اندونيسيا التى اشتكى لى بعض الشباب الاسلامى هناك من استيلاء العلمانيين على ثمرة تضحياتهم فى طرد المستعمر ، وصاروا هم المتصدرين للمشهد ، فقلت لهم أتمنى ألا أسمع هذه الشكوى من جديد حيث صارت عاملاً مشتركاً بين الاسلاميين من أقصى الأرض الى أقصاها ، ومتى أسمع شكوى العلمانيين من دهاء الاسلاميين السياسى وبراعتهم الدبلوماسية التى تتيح لهم توظيف تضحياتهم لتكون لهم الكلمة العليا ويمتلكوا المنابر الاعلامية والثقافية والنفوذ السياسى الذى يمكنهم من نشر تصوراتهم والدفاع عن مكتسباتهم .
    نقدر التضحيات الكبيرة ونتضامن مع الشهداء فى النضال ضد المستعمرين ومواجهة المحتل ، لكن لا نستطيع ابداء التعاطف مع الفشل السياسى والتحالفات الهشة التى تطيح وتعصف بالمنجزات فى ميادين البذل .
    الأمر مختلف تماماً ويتفاوت الوضع من بلد الى بلد ومن شخص الى شخص ومن مجتمع الى مجتمع ، وما يحدث فى العراق ليس من المنطقى سحبه على اندونيسيا ، واذا كان البعض يتساءل عن داعش والقاعدة ، فأنا أتساءل عن الرشد والراشدية ، واذا زعموا أن تلك خلافة فهل هى راشدة ؟ وقد اشترط الرسول صفة الرشد حتى فى الحديث عن الخلفاء من الصحابة " الراشدين المهديين " ، فلا نسوى بين عثمان وكاتبه ولا بين عمار وقاتله ، فما ظنك بمن يدعى الخلافة اليوم ، وهل ما يقومون به يمس الرشد والمنطق ويقود الى مصلحة الأمة ؟
    بل فى المجتمع الاندونيسى تطبيق راشد للدين بشموله بفهم أرقى وأعمق من تلك التنظيمات التى تظن أنها ببعض المظاهر قد أقامت الخلافة ، وهناك من الرموز الاسلامية من قابلتها فى اندونيسيا من هو أقرب لصفة الرشد والرشادة ، أكثر من أى داعشى أو قاعدى ، فكيف تحكمون ؟
    الاستقلالية والذاتية ومراعاة ظروف وأحوال البيئة والمجتمع الذى تعيش فيه ، هذا سر نجاح الحركة الاسلامية ، وتمحى الملامح ويصير غريباً منفراً من يسير وراء اختيارات بعيدة وتجارب لها خصوصيات تمت فى بيئات ومجتمعات أخرى ، وليس هناك أحد معصوم ولا يحرص على مصلحة الجماعة الا أبناؤها وجميع التيارات والفصائل تبحث عن مصالحها بالمواءمة والتوفيق بين القيام برسالتها والحفاظ على ذاتها وحضورها ومقدراتها بحسب الواقع والظروف المحيطة بها .
    التنظيمات السرية تخنق الكفاءات وتقصى الخبرات والمؤهلين للقيادة من حيث الفكر والخلق والعلم ومؤهلات القيادة الذاتية لأن الاختيار بها لا يتم فى العلن عبر آليات منضطبة واضحة شفافة واختيار حر يصعد من خلاله ذوو الأهلية والمكانة العلمية والفكرية والخلقية ، انما تشترك التنظيمات السرية والأنظمة الاستبدادية فى الديكتاتورية والجبرية وتصعيد وتمكين من لا يستحق مدى الحياة ، ولذلك تجنح كثير من قيادات هذه التنظيمات لرفض الديمقراطية والتداول لأنه يهدد سلطتها ونفوذها وامتيازاتها ، ولا يدرى أحد ماذا يدور فى الدهاليز والمخابئ وأى أفكار يعتنقون وبأى رموز تاريخية يتشبهون ، لذلك أكدت للشباب الاندونيسى أن أقل واحد فيهم بالاختيار الحر الشفاف ومن خلال عمل معلن مشروع – دعوى أو خيرى أو سياسى – أفضل وأكفأ ملايين المرات من أبو بكر البغدادى الذى يزعم أنه الخليفة ، وقد يفقد البعض عقله هنا فيبايعه ويصير واحداً من رعاياه يأتمر بأمره وينفذ تعليماته وينبهر بطلته الوهمية ولحيته الطويلة وثيابه السوداء فيصبحان فى الجناية على الشريعة والاضرار بمصلحة الأمة والبعد عن الرشد والراشدية سواء .
    وأين الرشد فى ممارساتهم على الأرض التى تدل على انحراف كبير فى الفكر وخلل نفسى وجهل فاضح بالدين ومفاهيمه وأصوله فضلاً عن السطحية الشديدة فى التعامل مع الواقع السياسى وتحدياته بحيث تصب كل تحركاتهم ومواقفهم فى صالح أعداء الأمة الاسلامية وترضى نهم الصهاينة والغرب فى تفتيت البلاد الاسلامية واشعال الفتن والحروب الطائفية والمذهبية بداخلها .
    دعاة اشتهروا بالأولياء التسعة ، هم من نشروا الاسلام فى اندونيسيا بالأسلوب السهل الممتنع ، فقد استخدموا التراث الفنى والموسيقى والغنائى البوذى وقاموا بأسلمته ، أى أنهم قاموا بتركيب القيم الاسلامية والمفاهيم والمبادئ الاسلامية على ذلك التراث المتجذر فى البيئة والذهنية الاندونيسية حتى لا يجد الوافد الجديد صعوبات فى الانتشار أو ما يحول بين الناس وبين الاقبال عليه ، بأن يشعروا بالغربة حياله .
    وثبت نجاح هذا المنهج المتفرد فى الدعوة ، حيث أثمرت هذه الجهود الابداعية فى الدعوة أكبر بلد اسلامى من حيث عدد السكان وهو اندونيسيا .
    الاسلام لم ينتشر بالعنف ولا بالسلاح ، ولن ينتشر بالتفجير والغلظة والتكفير والجلد والرجم وطرد وتهجير المخالفين فى العقيدة ، انما باللين والمرونة والاعتماد على عوامل الجذب الجماهيرى وتحبيب الناس فى الاسلام ، لا تنفيرهم منه .
    قلت لهم فى اندونيسيا : الخلافة ها هنا وفى هذا الخير الاسلامى العميم والفهم " الراشد " للاسلام ، وليس لدى داعش أو أبو بكر البغدادى .

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام النجار مشاهدة المشاركة
    أفضل وأكفأ ملايين المرات من أبو بكر البغدادى الذى يزعم أنه الخليفة ، وقد يفقد البعض عقله هنا فيبايعه ويصير واحداً من رعاياه يأتمر بأمره وينفذ تعليماته وينبهر بطلته الوهمية ولحيته الطويلة وثيابه السوداء فيصبحان فى الجناية على الشريعة والاضرار بمصلحة الأمة والبعد عن الرشد والراشدية سواء .
    وأين الرشد فى ممارساتهم على الأرض التى تدل على انحراف كبير فى الفكر وخلل نفسى وجهل فاضح بالدين ومفاهيمه وأصوله فضلاً عن السطحية الشديدة فى التعامل مع الواقع السياسى وتحدياته بحيث تصب كل تحركاتهم ومواقفهم فى صالح أعداء الأمة الاسلامية وترضى نهم الصهاينة والغرب فى تفتيت البلاد الاسلامية واشعال الفتن والحروب الطائفية والمذهبية بداخلها .
    ***
    الاسلام لم ينتشر بالعنف ولا بالسلاح ، ولن ينتشر بالتفجير والغلظة والتكفير والجلد والرجم وطرد وتهجير المخالفين فى العقيدة ، انما باللين والمرونة والاعتماد على عوامل الجذب الجماهيرى وتحبيب الناس فى الاسلام ، لا تنفيرهم منه .
    هنا تكمن المشكلة، في فكر ينطبق عليه وصف الظلامية الذي طالما حاول الفجرة إلصاقه بالإسلام ففشلوا حتى ابتلى الله الأمة بهؤلاء الذين يدعون الأصولية وهم أجهل بها من الجهل، وأبعد عنها من مشرق الشم عن مغربها
    ليس الإسلام لحية وجلبابا قصيرا ونصلا داميا في كفّ وحشية ، وليس استعداء للآخر وكرها للمخالف وجحيما مسلطا في الأرض على من بعث رسول الله رحمة لهم
    ليس الإسلام رجما وجلدا وتهجيرا ، وليس إرهابا وقتلا وتدميرا
    وما يفعل هؤلاء غير إقصاء الخلق عن دين الحق بما يفعلون، حتى ليصدق العاقل فيهم أنهم مأجورون لذلك تحديدا
    وصدق الله العلي العظيم " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .."


    دمت ونيّر فكرك أيها الكريم


    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    مقاربة موفقة إلى حد جيد ، ويمكن الاتفاق مع مجمل مضمونها رغم الاختلاف في سحب صفة الرشد بمعناها الاصطلاحي النبوي على ممارسات مجتزأة من الدين .
    نموذج اعتناق الاندونيسيين للاسلام على أيدي دعاة مسالمين هو فريد من جهة الكم وإن تكرر من جهة الكيف ومن ثم لا أرى بأنه أصل يقاس عليه . كما لا أتقبل مقولة أن الإسلام لم ينتشر بالسيف على إطلاقها ، هي صحيحة من جهة الدعوة إليه الموجهة للفكر والقلب ومن جهة النموذج الشخصي الذي قدمه المسلمون الملتزمون لسانا وحالا ، إلا أنه لا يمكن إغفال دور الفتوحات الإسلامية التي مهدت لهذه الدعوة وقدمت المسلمين إلى الشعوب الأخرى على طبق سياسي من عدل ورحمة .

    تقديري الكبير أخي هشام ، ومودتي وتحيتي
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,149
    المواضيع : 318
    الردود : 21149
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    الاسلام لم ينتشر بالعنف ولا بالسلاح ، ولن ينتشر بالتفجير والغلظة والتكفير والجلد والرجم وطرد وتهجير المخالفين فى العقيدة ، انما باللين والمرونة والاعتماد على عوامل الجذب الجماهيرى وتحبيب الناس فى الاسلام ، لا تنفيرهم منه .
    قلت لهم فى اندونيسيا : الخلافة ها هنا وفى هذا الخير الاسلامى العميم والفهم " الراشد " للاسلام ، وليس لدى داعش أو أبو بكر البغدادى .


    تفكير منطقي ورأي سديد ـ إن ما تفعله داعش أنما ساهم في تشويه الإسلام ومفاهيم الدولة الإسلامية
    والغريب أن وحوش التنظيمات الإرهابية ( داعش ـ والقاعدة ......... ) يرفعوا علما كتب عليه
    ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) وكانهم يمعنون في تشويه هذه المعاني، وبالتالي تشويه الإسلام
    دمت وسامق فكرك .

  5. #5
    الصورة الرمزية ياسرحباب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2013
    الدولة : دمشق
    المشاركات : 578
    المواضيع : 90
    الردود : 578
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    مقال جميل استاذ هشام
    اشكرك أولا على المقال ،
    لكن اؤكد لك أن مارأيته في اندونيسيا و غير اندونيسيا سيختلف مع الزمن
    و لا تستغرب اذا رأيت مجموعة تطلق على نفسها داعش في اندونيسيا قريبا و يمكن قريبا جدا ،
    قد تسأل عن السبب و السبب بسيط :
    كل ممارسات داعش جائت من فكر و هذا الفكر منتشر الان في كل انحاء العالم العربي و الاسلامي
    و يدرس في الجامعات و المعاهد و المدارس الشرعية و الاسلامية ،
    و يعتمد على تأويل احاديث صحيحة و أيات قرآنية واضحة لا لبس فيها ،
    أختار بعض العلماء التطرف في تفسيرها و تأويلها أو تفسيرها لزمن مختلف ،
    كل هذه المناهج تدعم من البقعة التي ظهرت منها و خاصة من السعودية حيث انتشر الفكر الوهابي
    و عم ارجاء العالم الاسلامي ، لذا كل وهابي هو داعشي بأعماقه و بلحظة عندما يحمل سلاح
    يصبح داعشي بالفعل ، بما أن هؤلاء موجودين في كل مكان و بما أن هذا الفكر يلقى دعم مالي بلا حدود
    فتوقع إذن دواعش في كل مكان قريبا ، إلا اذا حصلت معجزة و تم الاعتراف بأن هذه المناهج السعودية هدامة للفكر و الانسان و الاسلام
    و تم اتخاذ اجراءات بمستوى الحدث لتجديد الفكر الاسلامي عموما و المناهج الدراسية خصوصا ..،
    هل هذا ممكن ؟ ..
    ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

المواضيع المتشابهه

  1. صفات داعش في السنة النبوية فديو عن داعش وهو عمل جميل سيكون له أث
    بواسطة جميل الجمال في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-11-2015, 10:32 PM
  2. كل داعش وانتو طيبين
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-06-2014, 08:23 PM
  3. الدولة الإسلامية ... الراشدة
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 02:39 PM
  4. كلام فى عودة الخلافة الراشدة
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 75
    آخر مشاركة: 23-03-2007, 12:56 PM
  5. اعتقالات لحملة لواء الخلافة في دار الخلافة العثمانية
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-03-2005, 03:24 AM