|
بيني وبينك نقطتان وفاصلة |
وعلامة استفهامنا المتثاقلة |
لي لغز هذا السطر حبر غامض |
يخفي أدلة نار حب قاتلة |
قالت سأرفعُ رايتي .. وسأنزوي |
فأجبتُها : إنّي عهِدتُكِ عاقلة .. |
كيف الحياةُ ستستمرُ بحُسنِها |
إن غِبتِ يومًا لن تسيرَ القافلة |
عيناكِ تلهمُني الحياة الصوتُ بي |
كذخيرةٍ موفورةٍ متواصلة .. |
في الحبِّ يا شمسَ الضّلوعِ كرامتي |
من قال إنّ العشقَ محضُ مجاملة |
مذ أن نزلْتِ الدّارَ صرتِ حبيبتي |
ومدينةُ العشّاقِ صارت فاضِلة |
ومشاعري ، ودفاتري ، وخواطري |
صارت مناهج للهوى متواصلة |
كلُّ المواعيدِ ، الوعودِ ، بقربِها |
نورُ اليقينِ ومَن عداها باطلة |
أنا مَن تعلّقَ فيكِ روحُكِ بي أنا |
وأنا الوليدُ وأنتِ ألطَفُ قابِلة |
قالت : دعِ الأيّامَ تأكلُ بعضَها |
فالمحتوى فيها جراحٌ طائلة |
والعشقُ ؟ من أصلِ الذّبيحِ فتُلّه |
كجبينِ مقتولٍ يعذّبُ قاتلَه |
عطرُ الزّهورِ جريمةٌ نُخفي بها |
كذِبًا هوى العشّاقِ دون مُساءَلة |
تتوجّعُ الأزهارُ حين ندوسُها |
هل تلك يا عشاقُ خيرُ مُعاملة ؟ |
وأنا الذي ما زلت أحملُ قلبَها |
وبه نفختُ مدى الزّمانِ تفاؤُلَهْ |
كصمودِ غزةَ روحُها .. ولحاظُها |
ضوءُ النجاةِ بليلِنا للسّابلة .. |
وجنونُها أهواهُ صار وسادتي |
هل يا أحبّةُ في الغرامِ مُجادَلة ؟ |
حلّقتِ بي فوق السماواتِ العُلا |
وفتحتِ لي ، باب السرورِ مُحاوِلة |
ضَمّي لصدرِكِ .. كنتِ لي أمًّا وبنتًا |
كنتِ لي واللهِ نِعمَ العائلة |
ما زلتُ أحلمُ بالعناقِ بقُبلةٍ |
تحنو على آمالِنا المتبادلَة |
حمقاءُ أغنيةُ الظروفِ وإنّها |
ملعونة في شرع عشقي جاهلة ! |
أقسى السّطورِ على المشاعرِ من يدٍ |
كانت حنونًا ، فاستحالت نازلة |
تتقرّحُ الأكبادُ ساعِ فراقِ مَن |
قالت أحبُّك ثم آلَت راحلة |
أقسى الحروفِ ، على الزّهورِ نخطُّها |
والحبرُ مسكينٌ يؤنّبُ قائلَهْ |
وصدى الدّفاترِ قالَها وأعادَها |
بيني وبينَكِ نقطتانِ وفاصلة |