السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أهل الخير ما حصل إلا الخير
فواللهِ الخالقِ ما للدنيا لذة لولا تضاد الأمور
أيكون للرضاء طعمٌ لولا الغضب , أيكون للعتاب طعمٌ لولا الإساءة دون قصد
إنما نحن أناس نأنس ببعض ونأسى على بعض ولبعض وننسى زلات بعض
ولا أظن بزلل حصل هنا
لكنه الأفهام تتبارى والإبهامُ يتفوات وفي الإفصاح إيضاح
أرد من باب التوليف والاستئناف فهذا موضوعٌ شيق جديرٌ بأن نتناقش فيه , فهو ينصب في المصلحة العامة لا الخاصة
لذا علينا أن نعاود النقاش , ورأيي هو :
1- بحر الرمل أكثر ما اشتهر بالنظم عليه في الموشحات حيث أخذ شكلًا مغايراً لما عرف عليه هذا البحر في المشرق .
2- في العصر الحديث وخصوصًا في عصر النهضة الذي تفتح الشعر فيه على تجديد لم يحدث إلا في الأندلس كان لشعراء المهجر يد سبقٍ في ابتداع هياكل لبعض بحور الشعر ومنها بحر الرمل .
3- لو نظرنا إلا ترتيب أستاذنا خشان لأبيات القصيدة لوجدنا شكلا ربما يستساغ لقربه من الشكل الذي استجد في هذا البحر , بيد أنَّها بذات الرويِّ مما يخالف نوع التجديد حيث لا يستقر في الأذن , وإليكم هذا التغيير في أضرب البحر وأعاريضه لنرى وقعها على الأذن :
سَأِمَ الْجُْرُح مُنَاجَـاة َالـدَّوَاءْ ....فَتَمَـادَى بِغُـرُورِ الْكِبْرِيَـاءْ
وَتَغَنَّـى بِتَرَانِـيـمِ السناءْ ..... ثَمِلا يَعْـزِفُ قِيثَـارَ الْفَنَـاءْ
سَخِرَ الْحُكْمُ فَلا الجُرْحُ يَطِيبْ..... كَذِبٌ لا لَمْ يَكُنْ غَيْرَ سَـرَابْ
سَاعَةً إذْ ألْهَبَ الْجُرْحَ وَجِيبْ ... شَجَبَ الْقَيْحَ فَلَمْ يَلْـقَ جَـوَابْ
حَفْلَةُ الآلامِ أغْرَاهَا السُّكُـونْ....وَاحْتَوَى الْيَأْسُ جُنُونَ الْعُظَمَاءْ
عَجَبَاً يَهْوِي عَلَى مَرْأَى الْعُيُونْ...بَعْدَمَا قَاوَمَ دَهْرَاً فِـي الْخَفَـاءْ
لَسْتُ أدْرِي أَمِنَ الْعَجْزِ اسْتَقَالْ......أمْ أقَالَ الْعَجْزُ أسْبَابَ الوُجُودْ
فَتَهَادَى لِآسَاطِيرِ المُحَالْ..........يَتَغَنَّـى بِتَرَانِـيـمِ الْخُـلُـودْ
إنَّ هذا الشكل معهود في بحر الرمل , أمَّا عدم التناسق بين الأضرب نفسها والأعاريض نفسها إذا أخذت شكل الموشحات أو الرباعيات فهذا ما لمْ تعهده الأذن العربية , وأمَّا إذا وحدنا الأعاريض في قصيدة كاملة لتكون قافية لم يكن ذلك إلا محاولة غير ناجحة تخالف قواعد الشعر الفصيح ليأخذ قواعد الشعر العامي فهل يعد هذا تجديدًا ..
بانتظار آرائكم