★ مُجْرِمٌ إِرْهابِي ★
***************
زَعَمُوا بِأَنَّي مُجْرِمٌ إِرْهَابي
لمَّا الْتَحَيْتُ وَقُصًِرَتْ أَثْوَابي
وأنا الّذِي مِنْ قَبْلِهَا مَا طَالَعَتْ
عَيْنِي صَحِيفَةَ سَافِلٍ كَذَّابِ
وَفَعَلْتُ فِعْلَتَكُمْ بِكُلّّ وَضَاعَةٍ
وَمَشِيتُ جَانِبَ حَائِطٍ بِتَغابي
قَدْ كِدْتُ أَخْتَرِقُ الْحَوَائِطَ رَهْبَةً
فَالْخَوْفُ يَقْلِبُ أُسْدنا لِكِلابِ
لَمْ أَعْتَرِضْ لَمْ أَمْتَعِضْ أَوْ هَمَّني
مَا كانَ يَحْدُثُ خَلْفَ هَذا الْبَابِ
مَا هَمَّني أَمْرُ السِّياسَةِ كُلّها
أَوْ مَجْلِس الشُّورى ولا النُّوَّابِ
أَوْ مَنْ هُوَ الْمَلِكُ الْمُتَوَّجُ عِنْدَنا
فَجَمِيعُهُمْ كالدَّاب تِلْوَ الدَّابِ
قَالُوا عَنِ الْقُدْسِ الْكَثِيرَ وَإِنَّهُمْ
مَا أَيْقَظُوا قَلْبي ولا أَعْصَابي
قَالوا بِأَنَّ الْمِسْلِمِينَ يَسُومُهُمْ
كُفَّارُ هَذا الْكَوْنِ سُوءَ عَذابِ
فِي كُلِّ أَرْضٍ يُذْبَحُونَ بِقَسْوَةٍ
ويُقَتَّلُونَ بِحُجَّةِ الإرْهابِ
وأَنا أَصَم وَأَبْكَمٌ وَكَأَنَّنِي
أَعْمَى عَلَى عَيْنَيْهِ أَلْف حِجَابِ
وَمُغَيَّبٌ فِي وَهْمِ أَنِّي آمِنٌ
مِنْ شَرِّهِمْ إِنْ لُذْتُ بالأَسْبابِ
عِشْ مَا تَشَاءُ كَمَا الْبَهائِمِ لا تَكُنْ
مُتَطَفِّلاً مُتَغَابِياً كَذُبابِ
كُنْ مَا تَشَاءُ وَإِنْ زَعَمْتَ بِأَنَّهُ
يُوحَى إلَيْكَ نَزِدْكَ بالأَنْصَابِ
وَابْلَعْ لِسَانَكَ طَائِعاً أَوْ مُكْرَهاً
فَلَئِنْ يَطُلْ نَقْطَعْهُ دُونَ حِسَابِ
وَافْخَرْ بِأَنَّ الْجُبْنَ فِيكَ مَزِيَّةٌ
مَا حَاجَةُ الْجُبَناءِ لِلأَنْيابِ
واحْذَرْ ولا تَذْكُرْ بِهَزْلٍ عِزَّةً
وَكَرامَةً وحُقُوقَ أيّ شَبابِ
وَلَقَدْ قُهِرْتُ وَأَيُّ قَهْرٍ بَعْدَما
نَفَّذْتُ كُلّ أُولَٰئِك الأسْبابِ
والسِّجْنُ يَشْهَدُ أَنَّهُمْ مَا فَرَّطُوا
مَسَحُوا بِأَنْفِي أَوْسَخَ الأَعْتابِ
يَا قَوْمِ إِنِّي قَدْ كَفَرْتُ بِدِينِكُمْ
تَبّاً لِدِينٍ يَسْتَحِلُّ عَذَابِي
هِيَ لِحْيَتِي والثَّوْبُ ثَوْبي مَالَكُمْ
فِي الْكُفْرِ والْجَبَرُوتِ كالأعْرابِ
تَسْتَعْبِدُونَ النَّاسَ لَمْ تَتَوَرَّعُوا
عَنْ هَتْكِ حُرْمَةِ مُسْلِمٍ أَوَّابِ
لِلْكَوْنِ رَبٌّ وَاحِدٌ وبِلادُكُمْ
مُلِئَتْ وَرَبِّ الْكَوْنِ بالأَرْبابِ
وَأَنَا عَلَى دِينِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
والْفَخْرُ أَنِّي عِنْدَكُمْ إِرْهَابِي