وتنْفَرِجُ النَّوافذُ عن سَراب ٍ
...............ليشربَ منْ جداولِــه الذُّبــابُ
وَيَنْعَمَ عشْبُ واحتهِ برمْل ٍ
.............. بلون التبرِ يحسِـدُهُ التــُّـرابُ
هُنا كلأ ُ الهُراءِ.. هنا يَبابٌ
............ تَطاولَ فاستوى فشَكا السَّحاب ُ
وبدَّلَ جلدَهُ حتى تَراءى
........... بنُصْع الثلج ذيَّـــــــــاك الرَّبابُ
يَمرُّ مُهرْوِلا دون التِفات ٍ
........... له ُ مـَطـر ٌ هو َالعجَبُ العُجــابُ
تـدَفــَّق َ سيْـلـُهُ مثل السَّواقي
................. رشيقاً كالهَواءِ ولا عُبــابُ
فيغتسلُ الهَباءُ بغيرِ ماء ٍ
............ وينتعِشُ الهُــــــراءُ ويُســتَطابُ
وعندَئذٍ تهبُّ الرِّيحُ سَفْواً
............. وتنصفقُ النَّوافــِـذُ يا صِحـابُ
فينكسرُ الزُّجاجُ بلا شَظايا
............. ويَسقُطُ كاملا.. خَسِئ السَّرابُ
ويضْحَكُ ساخِراً من جوْفِ عتْمٍ
.............. وَميضُ السِّحْرِ يتبعُهُ العَـذاب ُ
ليذْهَبَ نادِما «قَمَرُ الليالي»
............... إلى طوْر المَحـــاقُ ولا إيابُ
أنينُ الذنبِ تسمَعُهُ الثريّا
.............. ودمعُ العينِ يسرقُهُ السـحابُ
سياط القهرِ تجلدهُ بليلٍ
............... نباحُ الكلبِ في فمه انتحـابُ
فيا وجَعَ المُقامرِ.. يا شَقاهُ
................. ويا فَمَهُ إذا رُفِــعَ النِّقـابُ!!
ستذهِلُهُ الخديعةُ ويْحَ قلبي
.............. ويُقعِدُهُ عــــلى وتّــــــدٍ غرُابُ