|
صمتاً على جرحِ الهوى المتوقّدِ |
أسندتُ قلبي مثلَ جمرٍ باليدِ |
وصبرتُ صبراً لا يطيق مرارَه |
إلا فؤادُ العاشق المتوجّد |
وصبرتُ حتى ضاق عن صبري الهوى |
وحفظتُ عهدي في النوى بتجلدي |
ومضيتُ أشكو للدنى ذلاً أصاب |
فؤادَ مَنْ بالذل لم يتعوّد |
وعجبت كيف تعيش نفسي بَعده |
إذ كيف يحيى من يُصاب بمكْمد |
وعجبت كيف تُطيق روحي بُعده |
من لي يوافي بالحبيب الأبعد |
وسألتُ أهل العشق عن سر الجوى |
هل مِن دواءٍ للمحب الأوحد؟ |
قالوا دواؤك من أصابك داؤه |
لا تشكُ همّك فيه، لا تتوجّد |
عُد للإله تجدْ شفاءك عنده |
فشفاء وجدك في محبة أحمد |
ما هذه إلا شكاية مسلم |
من أمة تبكي انتظارَ المنجد |
هي أمة أحيا النبي رجالها |
فمتى ستشرق أمتي بالمولد |
قد قالها من قبلُ عشاق مضوا |
في مولد الذكرى وذكرى المولد |
(يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي |
إنا بغير محمد لا نقتدي) |
|
في كل عام تستفيق مواجع |
ليزول من أرض السلام خريفُها |
ويعود وردُ ربيعها في الموعد |
مَن غيرُ أحمد يُستهلّ ربيعه؟ |
وبهاؤه في خده المتورد |
يا صاحب الذكرى زمانك طيب |
وزماننا جدبٌ كَتلّ أجرد |
فزماننا يبكي لعهدك، إنها |
فلتت شياطينٌ ولم تتصفد |
الليل أسودُ والحياة مريرة |
والعمر يجري، ولم أتزود |
واليوم والدنيا جهاد لامتحان |
سوف يجري في القيامة؛ في الغد |
ولسوف يُدرَك في القيامة أن من |
لم يزرع الدنيا هنا، لم يحصد |
في مولد النور الذي يهدي الدنى |
خاب الذي في دينه لم يهتدِ |
|
وازرع حياتك بالجهاد فإنما |
أو إن تمتْ تحصدْه أجراً سابغاً |
فدماك درب للنعيم الأمجد |
يا أمة المجد التليد تقدمي |
فالمجد يأتي من رجال المسجد |
والمجد يأتي من أنين جراحنا |
ويزيد عزاً من دمى المستشهد |
يا أمة تاهت عن الدرب ارجعي |
فَبِهدْيِ أحمد عيش خلد سرمدي |
قم يا أخي، ضاقت على الروح الجسوم |
فقم لتطلقها لعيش أخلد |
وانهض لأرضك واسقها دمك الذي |
منه العدو يموت إن لم يُطردِ |
واصدع بما تؤمر وأعلن ثورة |
انهض وقاوم دولة المتهوّد |
واخرج لهم من بينهم، من ظلهم |
وادخل منازلهم ولا تتردد |
أنت الذي أحييت دين محمد |
وأعدته عزاً بذكرى المولد |