لـهـا فــي الـقلب نـبعٌ والـشرابُ ... فـمن شـفتيها يـنسكب الرضابُ
أيـــا عـسـلـية الـعـيـنين مــهـلا ... زهـور الـروض فـي خـديكِ طـابوا
ونــام الـبـدر فــي عـينيك طـفلا ... جـمـيل الـوجـه يـهواه الـسحاب
وأشــرق وجـهك الـمغمور طـهرا ... كـطهر الـمسك يحضنه الخضاب
كــأن الــورد فــي خـديـك يـزهـو ... فـتـشرق مـن جـمالهما هـضاب
أدنـــدن كـالـطيور ولـيـت لـحـني ... كـلـحـن الـطـيـر دومـــا لا يُـعـاب
فـهـل يـغشاك يـوما سـيل حـبٍ ... يـطـيـب بـظـلـه مــنـك اقــتـراب
أنــــا يــــا درة الأكــــوان صــــبٌ ... سـبـاه الـشـوق أرهـقـه الـغياب
ومـن عـينيكِ سـهمٌ طـال قـلبي ... فـطـاب الـمـوت إن حــل وغـابـوا
أعـاتـب دمـعـتى لـيـلا وسـهدي ... يــعـانـق أعــيـنـي لـلـهـم بـــاب
سـألـت فـؤادك الـموصود عـطفا ... فـحـطـم أضـلـعـي ذاك الـجـواب
بُـلـيـت بـحـبـك الـمـمـلوء قــهـرا ... وهـــدّ ركــائـزي مـنـه اضـطـراب
ودمـــع حـــرّق الأجـفـان جـمـرا ... وأشـعـل مـقـلتي مـنكِ اغـتراب
كـأنـي قــد غـرقـت بـبـحر حــزنٍ ... تــتـابـع مــوجــه فــيـه الــعـذاب
وآهٍ تــحــرق الأحــشــاء مــنــي ... أنــيــنٌ قــــد يـغـلـفـه الـضـبـاب
جـنون مـن غـيابك مـس عـقلي ... ويحوي النفس من همي اكتئاب
كــأن الـعـشق نــار قــد تـلـظى ... وقـلـبـي فـيـه مــن بـعـدٍ يُــذابُ
عـجـبت لـقـلبىّ الـمجنون دومـا ... يــغـوص الـبـحـر جـهـلا لا يـهـابُ
وفــي الـبـحر الـعميق جـبال نـارٍ ... فـكيف جـوارحي مـنه اسـتجابوا
تـكـسرت الـنـبال بـسـاح قـلـبي ... ,وهـــذا الـنـزف يـشـربه الـتـراب
فـلـيت الـقـلب يـسلو مـا تـمنى ... ولـيت جـوارحي عـن حـبي تابوا