وغوى فأغوى
قلــب تضــوَّع بـــالعبير فذابــــا
وبكى على ما ضـاع منه شــبابا
واســـتل من ألق الــورود مـداده
ورمى علــى أكمامهـا الأهدابـــا
حتى تلاشـى في مواسـم حسـنها
وغـوى فـــأغوى خافقــا عرّابـا
واهتـــز من أعمــاقه فـي خلــوة
حيــن النبيـــذ معتقــــا قـــد آبـــا
كلماتهـا .. همسـاتها .. أنواؤهـا
جعلـتْ من الكوخ الصغير رحابــا
فانهــالت النفحـات تؤنس خفقــهُ
وجرى اللهاث على البحار عبابا
واستمرأت كل الفواصل رعشها
حين اســتفز جنونهـــا الأبوابـــا
وبســـطت كفـي للشـــفاه ألمُّهــا
فتضـوعت لغــة العبيــر جوابــا
إقطفْ ثمـارك فالشـــفاه نبيذهــا
أضحى على الكرم النضيج شرابا
وارشف شفاه التوت من أكمامها
وامنــح شــفاهك متعـة ورضابا
واضمم اليك الكأس أطلق أسـره
قـد بات يسـبح في الأتون حبابـا
نــادمتـه حتـى اســتوى متمــردا
من ثــورة كـادت تضيــع لبابـــا
يــا أنت إني قـد لمست مواســما
مــلأت عيوني بــالذي قــد غابـا
لا السيل تنساه العيون ولا الهوى
ينـسى عبيـراً ســاحراُ جـــذّابـــا
في ضفتيــه على الأرائك أعيـن
تكســوه ظــلاً يصنع الأســبابــا
وعلى الشّفاه تحار أجمل رعشة
رسمت على الوجه الحيّي رغابا
كان الخرير مع الحفيف وصوتها
لحنـا أعــاد الى العجوز شــبابــا
وبخاطري كم بات نســر محبتي
يـرنــــو إليـــك محلّقـــا جوّابـــا
مــدّت أناملهـــا تدغـــدغ نشـوة
قفـزت تحـرك في الشـفاه رضابا
كل الورود تضوعـت من همسة
أرخت على ألق الحضور إهابـا
ما زلت أمزجها الثواني في دمي
كي لا تضيع بنا الحروف سرابا
الكامل