العهد الذهنى لشكل الدولة الاسلامية قبل انشاء الدولة الاسلامية :

ومعنى ذلك العنوان انه يتم بناء الدولة الاسلامية فى الذهن قبل اسقاط بناء الدولة على الارض بالتالى صار البناء على الارض خاليا من اى سوء كان
وحتى ابنى العهد الذهنى للدولة الاسلامية بالعقل لابد من العلم بمعنى الاسلام ابتداء
والاسلام هو وضع الافعال والاقوال الظاهرة والباطنة الصادرة من الانسان فى الكمال المطلق الذى لا يصدر عنه سوء قط
فلما كان الاصل فى الانسان انه جاهل بما هو صواب وما هو خطأ
لزم ان يكون هناك من صفاته حققت من العلو ومن الكمال ومن القدسية ما يزول عندها الشك فى علو صفاته ولا ينصرف ذلك الوصف الا الى من كانت الربوبية على ولكل شىء صفته فكانت الالوهية حقه سبحانه وتعالى
ومعنى الالوهية ان يقوم الكائن الذى هو اثر صفاته سبحانه وتعالى فى القيام بالكمال المطلق الذى امره به سبحانه وتعالى فى القول والفعل الظاهر والباطن
بالتالى فلابد لمن حقق معنى اتخذ الله سبحانه وتعالى الاها الا يصرف الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة الا اليه سبحانه وتعالى
فلما كان لا يرضى سبحانه وتعالى الا ما كان خالصا صوابا
خالصا له سبحانه وتعالى وصوابا وفق المنهج الذى امر الكائن به لتحقيقه
بالتالى فالاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة للكائن المقيم حاله على امر الله سبحانه وتعالى لابد ان تخلو من النقص بالتالى فأفعال تلك الكائنا حققت من السلامة فى الحال والمقصد والعاقبة ما يجعل وصفها هو الاسلام
بالتالى فالمسلم هو من كان الاسلام صفته
لذلك اعلى الخلق اسلام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ كون ان الله سبحانه وتعالى وصفه بأنه رسول الله لزم ان يكون الاسلام صفته صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جهل القراءة والكتابة اذ ان الاسلام لن ينقل منه من خلال كتابة هو يكتبها وينشرها الى الخلق من البشر والجن ولكن هى اقواله وافعاله المتعدية وغير المتعدية المتعدية بفعل الفعل والغير متعدية باقراره بفعل الاخرين سكوتا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قام ببناء العهد الذهنى للدولة الاسلامية فى قلوب الصحابة رضى الله عنهم وبالتبعية نقلوها لمن خلفهم حتى صارت تحكم العالم بالكمال المطلق الا وهو الاسلام فكانت نعم دولة على الارض
فكما ان الكون بنى على الاسلام وكل ما يحيط بك من خلق ما هو الا دولة اسلامية
فمثلا جسدك ما هو الا دولة اسلامية من بلايين الخلايا بدأت بمشيج يحمل صفة تلك الدولة فقامت فيما بينها باتباع التشريع الاسلامى فى كل اركانه فكان ذلك الجسد وكل مجموعة من الخلايا المتشابهة عبارة عن مؤسسة وظفت لصالح الدولة لذلك مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
والدورة المالية بالدولة الاسلامية كدورة الدماء بالجسد والقلب يعتبر بمثابة بنك الدولة الاسلامية
كذلك الاشجار والاحجار والجبال والشمس والقمر والبحار والانهار والرياح والحيوانات وكل شىء فى الكون لذلك كان الكمال الخالى من السوء نراه جليا واضحا بالكون الذى بين ايدينا والله سبحانه وتعالى حرم علينا اشياء لها وظيفتها التى خلقت لها لكن تلك الاشياء تفسد حالنا ان تناولناها فتفسد ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى ابتاءا ثم تفسد مابيننا كجنس بشرى
والله سبحانه وتعالى الشر ليس اليه اذ ان افعاله كلها سبحانه وتعالى تحمل صفة اسم الله الحكيم
لذلك فكما ان الخلق جميعا يقيم دولة الاسلام وترفع راية لا اله الا الله فى اقوالها وافعالها الظاهرة والباطنة لزم ان تكون تلك هى صفات دولة الاسلام فى البشرية
فلما كان الله سبحانه وتعالى من اسمائه العزيز والغنى والحكيم والقوى ورب البيت بالاضافة وصفته سبحانه أمن يجير المضطر اذا دعاه ويكشف السوء لزم ان تحقق دولة الاسلام صفات ذلك الاسلام فى المقارنة بغيرها من الدول الكفر الجاهلة بمعنى الكمال والعلو الحقيقى
فكانت غنية عزيزة قوية حكيمه فى افعالها واقوالها ورب بيت على غيرها من الخلق فتجير ولا يجار عليها اذ الكل يرهبها ويخشاها لعلو صفاتها اذ ان مشيئة الله سبحانه وتعالى صارت تجرى على يد تلك الدولة الاسلامية اذ صار العبد فى معية سيده
فحققت العلو فى صفاتها فى تعاملاتها مع الخلق جميعا من اى صنف كان من جماد او حيوان او نبات اذ صارت مع كل الخلق فى قول الله سبحانه وتعالى ( سبح لله ما فى السماوات وما فى الارض وهو العزيز الحكيم )