برمجة الشعوب :
الانسان يولد جاهلا لكنه على الفطرة فى ان اصل طبيعته فى الكمال المطلق لأنه من خلق الله سبحانه وتعالى ولا ينقصه الا التشريع الذى يقيم عليه حياته
لكن يبقى برمجته وكلما كان المجتمع بعيدا عن الاسلام كلما كانت برمجته بعيدة عن الاسلام
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه )
والابوان هو التشريع الذى يجرى على الابوين ويدوران معه فينقلان صفات التشريع ويخضعان له
اذ ان الابوين يمكن ان يكونا اى شخصين اخرين لمن ليس له والدين
والتشريع الاسلامى باقامته فى المجتمع يجعل برمجة اطفاله فى الكمال الطيب عن علم ومحبة
فلما كان الاسلام هو تشريع رب العالمين سبحانه وتعالى بالتالى كمل البناء فالانسان هو من خلق الله سبحانه وتعالى ثم برمج بالاسلام الذى هو تشريع الله سبحانه وتعالى لزم ان يكون ذلك الانسان الناتج فى كمال فى البنية والمنهج فيجرى مراد الله سبحانه وتعالى على يديه فى اخذه وعطائه وحبه وكره
ولما كان كل شىء يسبح الله سبحانه وتعالى من الخلق لزم ان هذا الكون وما فيه فى كمال مطلق مع ذلك الانسان الذى صار الاسلام صبغة له فى اخذه وعطائه وحبه وكره فكان الكمال المطلق بين ذلك الانسان والكون اجمع فكانت الجنة الخالية من السوء هى ارض ذلك الانسان وذلك المجتمع
اما ما يحدث الان من تعطيل للاسلام جعل الشيطان يتربع على عرش البرمجة للبشرية
والشيطان على علم تام بالمنهج الاسلامى وعلى علم تام بأسماء الله سبحانه وتعالى وبصفاته سبحانه وتعالى ليس هذا فحسب بل ان علمه هذا لا يشوش ولا ينقص وهذا سبب ما كان عليه من المكانة العليا
اذ اننا لوقلنا انه جاهل بالله سبحانه وتعالى لزم ان يجهل كيف يضل البشرية لكنه لما كان عالما بما سبق لزم ان يقف على كل سبيل يوصل الى الله سبحانه وتعالى
وسبيل الله سبحانه وتعالى هو الاسلام والاسلام يدور حول اسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى وربوبيته سبحانه وتعالى بالتالى مراد الله سبحانه وتعالى من الخلق اجمعين ومن البشرية خاصة فى توحيد الله سبحانه وتعالى ومنه العمل بشرعه سبحانه
والشيطان لا يحاول الا مع البشرية فقط اذ ان الكون اجمع صار الاسلام صبغة له فلا مجال لشك او نقص فى توحيد الخلق جميعا لله سبحانه وتعالى
بينما البشرية فى تأرجح وكلما بعدت عن الاسلام كلما تمكن الشيطان منها
فان استطاع ان يوصل منهجه الى جيلين متعاقبين معنى ذلك ان هناك اوامر منه صارت برمجة انتقلت من الاباء الى الاولاد دون ان يكون للشيطان دور بها اذ برمجهم وقاموا هم بنقل تلك البرمجة الا ان الشيطان يتعاهد تلك البرمجة من ان لأخر ويحاول جاهدا ان يمنع اى سبيل طيب يهدم برمجته تلك بالتزيين للاقوال والافعال
لذلك فاسلوب الشيطان يبدأ بتعطيل التشريع الاسلامى الذى يبنى او يبرمج اتباعه على ما كان طيبا خالصا
فان نجح فى تعطيل التشريع الاسلامى صار كل شىء يعقب ذلك سهلا بالنسبة له
اذ معنى انك عطلت شرع الله سبحانه وتعالى او جزءا منه ووضعت اى شىء غيره لزم يكون هناك النقص الشبيه بصفات واضع ما جد
والشىء الجديد الذى ادخل على التشريع الاسلامى يلزمه ان يتعارض مع شىء اخر فى الاسلام فيتأكل التشريع الاسلامى جزءا جزءا حتى يكا يكون معطلا
وسيرضى الشيطان بذلك اذ انك تعمل بمنهجه فى النهاية فأى منهج غير منهج الله سبحانه وتعالى هو منهج الشيطان
وبتتابع الاجيال على ذلك المنهج الجديد يتأصل ذلك المنهج الشيطانى حتى يكون هناك اتباع له حصلوا على بعض ثماره ظنا منهم ان ذلك كسبا لهم وهو فى الحقيقة شر وسوء لهم ولأجيالهم ولبيوتهم ولأجسادهم فى الدنيا والاخرة
لذلك كى نعطل البرمجة الشيطانية لابد من اقامة البرمجة الاسلامية
اذ ما معنى ان تخبرنى الاسلام كلاما وانا مبرمج بالتشريع الشيطانى ادور معه فى معاملاتى مع كل ما حولى من الخلق فى المحاكم والبنوك والتجارة
والشيطان وقف على ذلك التشريع ان لا مصالح ستقضى الا من خلاله فجعل هناك من يتعلمون قوانينه ليدافع عنك من خلال تلك القوانين
لذلك ان اردنا ان نحيا الكمال لابد ان نقيم التشريع الاسلامى الذى يعطل التشريع الشيطانى فتنتقل صفات التشريع الاسلامى بمرور الوقت الى الاجيال القادمة ليكون الاسلام صبغتهم عندئذ فتكون عليين هى مكانهم فى الدنيا والاخرة