قد أذَن الحرفُ بحرُ الشعر يعترف
......................من نبع حزنكَ للأوجاع يغترفُ
يبكي البسيطُ ودمعُ العين يبسطه
...................هي المشاعرُ تهمي عندما تصفُ
فأيّ أندلس تلك الـ لَنا سُلبتْ
................في الشرق أندلسٌ أخرى بها غُرَفُ
وهذه غرفةٌ من دارنا سرقتْ
..............ستُسرَق الدارُ إنْ لم ينهض الشرَفُ
فاللصَّ في دارنا قد نام ملتحفا
.......................ديباجَ فُرْقتنا والدارُ تختطفُ
ونحنُ نغفو على الأعتاب تلفحُنا
..................ريحُ السَّموم عراءَ القهر نلتحفُ
يغتالُ أمتنا بالنزْغ يزرَعُهُ
.................كالنبْت فينا وفي المرْمى لَهُ هدَفُ
أبدعتَ رسمَ حروف الضاد تنطقها
.................قصيدة من رياض الشعر تُقتطَفُ
*****
وقفتُ ثانيةً أرنو وأغترفُ
..................من رائع القصد والإبداع التقف
درَّ المعاني فهذا حزن أندلسي
...............في حرْفه نارُ من في القرّ يرْتَجفُ
فالشمسُ نائمة والريحُ سافيةٌ
..................والناسُ غائبة عن وعْيها تقفُ
والطيرُ فوقَ رُؤوس الخَلْق واجمةٌ
.....................تطيّرتْ وغرابٌ بينَهم وَذفُ*
هذا "الصَّغير"* وفي الحمراء رعْشتُه
.........."ملكا مُضاعا" وذي "ولّادةٌ" تَصفُ*
أيقظتَ نارا وفي الأضلاع جمرتها
...............غرناطة العصر منا اليومَ تختطف
متى تعودُ إلى الأحضان باكيةً
................فيضحك البحرُ في يافا وينتصفُ
أشعلتَ ناري وفيها ألفُ أندلس
...................تراودُ القلب والأحداقُ ترتعفُ
ففي سمائي نُجوم الظُّهر تحرسُني
...............وفي ترابي جنون الدَّهر والقرَفُ
كم أربعينَ تفوق العدَّ لو حُسبتْ
....................وأربَعينَ بسيل الإثم تنْجرفُ
وأرْبعينَ من الأعمار عابرةٌ
..............لا قدْسَ فيها وفيها العارُ والدَّنَفُ
ألفيْتُني في عُباب البوْح تذبحني
....................شفارُ أندلس الأيام والعَسَفُ
ليشخبَ الدمُ من أوداج خارطتي
........و"الماء" يجري كعذب الماء يُرتَشَفُ
لا أمّ لي منذُ أن ولاّدةُ انتهرتْ
...............لا ملْكَ لي فهي الأقمار تنْخسفُ
والآنَ تحملُني بالخُلْف أشرعةٌ
................والبحرُ يزفرُ والشطآنُ تنْحرفُ
*****
يا وخزة الحزن والساعاتُ تنقصفُ
................هذي عقاربُها بالصَّلْب تنْعقفُ
للعابرينَ على دقاتها وثنٌ
................وللأباة حُصون الوقت والأنَفُ
إذا تبدّلَ قفلُ الباب نلدغه
...............فعقرب الوقت فيه الياءُ والألفُ
فيه الثواني وفيها الجنّ يهْمزُها
...............قبلَ الدقائق والساعات تزدلفُ
لندخل الدارَ من تلقاء أندلس
...............ونستعيدُ من الحمْراء ما يَكفُ
بهْوُ السّباع يعودُ الماء في فمها
............ليرتوي الناسُ والتاريخُ ينعطفُ
نحوَ السَّواحل شرق الماء كوكبه
......وفي الجنوب ضياء الشمس والشرَفُ