على ذكر المتنبّيات .. فهذه واحدة ، لا تسألوني كيف خرجتْ
لا تسألوني لماذا هكذا صدرتْ، فهي في الأخير ستبقى في دائرة الشعر لا أكثر
وعبّرت عن حالٍ وعن فترة ما .. وشكرا لكم
__________________________
ها أنا ذا ..
واقفٌ على أعْلَى الهضابْ
وعلى قِمَمِ الجبالِ
شامخٌ أنتظرُ الجَوَابْ
نسرٌ أشمٌّ .. يُوشِكُ أن يَطيرَ
فوق هاماتِ السّحابْ
فلا يَهابُ بَلْ منهُ المَهَابْ
ترنُو إليه عُيُونُ الرّاسخينَ
وشَوْقُ المُغرمينَ
إلى الإيابْ
ونَوْحُ الصّادقين :
يا أيّها المفقودُ فينا
زادَ الحنينُ .. فينا حنينا
يا أيّها الموعُودُ
طالَ الغيابْ
ها أنا ذا ..
ببساطتي بصدقي وشممي
أعيا غوري شِيَعَ الضبّابْ
القابعين خلفَ رُكاماتِ الهوى
الرّاكضينَ خلفَ واحاتِ السّرابْ
لن تُدركوني ..
فأنا الذي ترنُو إليه في اشتياقٍ
وفي هُيَامٍ
وفي اغترابْ
ترنو إليهِ
مُهَجُ الصّفاءِ والجنودُ الصّادقونَ
وعمائمُ الأحرارِ سُودٌ
ضاقتْ بالتفافٍ ..
على الرّقابْ
تشكو انتظاراً
تلوَ انتظارٍ
ترى المؤيّدَ في الدّروبِ
يستلُّ سيْفاً
وهو سيفٌ ..
مُهَجَ المحبّينَ أذابْ
تناثرتْ أشلاءُ زيْفٍ والبهارجُ والبراِقعُ
والظّلالُ الكاسِفاتُ
واللّيالي المُدلِجاتُ
نورُهُ أضوا الزوايا والشّعابْ
كالشمسِ صُبْحاً ولا سحابْ
كالبدرِ ليْلاً وكالشّهابْ
ها أنا ذا
ألوحُ بدراً
ألوحُ شمساً
ألوحُ كسْفاً للنّجومِ ولِلبُدورِ
وفي نهاري لا وجودَ سوى لشمسٍ
الطيرُ غنّى والزهرُ فاحَ
العُشبُ ندّى والكلُّ طابْ
..............
10/2011