وراثة الانبياء :
ان العلماء ورثة الانبياء قال صلى الله عليه وسلم :
ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما واورثوا العلم فمن اخذه اخذه بحظ وافر

السؤال لماذا عبر عن نقل العلم الى العلماء بكلمة ورثة
المعلوم ان الكلام الذى يخرج من فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد ان يحقق صفة انه صلى الله عليه وسلم رسول الله
بالتالى لابد ان يحقق كلامه صلى الله عليه وسلم اعلى درجات الكمال فى البيان والمقصد والنتيجة
وللاسف الفهم الخاطىء لمعنى الحديث نتيجة التجسيم للصفات جعل فهم الحديث يعلوه شوائب التجسيم
فصلى الله عليه وسلم جاء بكلمة ورثة :
بالتالى لابد ان نعلم معنى الوراثة ابتداءا
علم الوراثة هو علم دراسة انتقال الصفات الوراثية من جيل الى جيل فى الكائن الحى من النوع الواحد
وأن اى خلل من نقص او زيادة تدخل على عملية الوراثة تلك يتبعه خلل فى كل نتج العملية الوراثية وتكون نتيجته حسب ما تم به الخلل اى ان عملية الوراثة هنا فقدت الكمال ابتداء ثم تبعها النقص نتيجة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال العلماء ومعلوم ان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم له دلالات واوصاف حققت الكمال المطلق
والعملية الوراثية فى الكائنات الحية تتم بأعلى درجات العلم والخلل غير وارد مطلقا فى العملية الوراثية
وكل الكائنات الحية قد حققت التسبيح لله سبحانه وتعالى والتسبيح هو تنزيه الله سبحانه وتعالى عما لا يليق به سبحانه وتعالى باثبات ما اثبته لنفسه سبحانه ونفى ما نفاه عن نفسه سبحانه وتعالى والقيام بالاعمال وفق التشريع المأمور بتحقيقه على اعلى درجات العلم
بالتالى فان الكائنات الحية من الاجناس المختلفة فى اعلى درجات العلم بالله سبحانه وتعالى
بالتالى فنقل كل خلق الله سبحانه وتعالى لمراد الله سبحانه وتعالى تم من خلال التوارث بين اجيال النوع الوحد فكما انه تم نقل الصفات الوراثية بينها فقد تم نقل مراد الله سبحانه وتعالى ايضا بينها لذلك فانه لا خلل مطلقا فى نقل التسبيح من جيل الى جيل لنفس الكائن
من هنا صار التشريع الاسلامى العلم به والقيام به لا يقل عن نقل الصفات الوراثة بينها فى درجة الكمال اذ التشريع هو علاقة الكائن برب العالمين سبحانه وتعالى
وعلاقة ادارة الكائن لشؤنه مع نفسه ومع الاجناس المختلفة
فلما كمل الامرين صار لا خلل مطلقا يصدر من الكائن الحى فى نقله لوراثة الاسلام او وراثة صفاته فكمل نتيجتهما فى الخير الذى ينتجه الكائن الحى ويحيا عليه سائر الكائنات
فلما كان ذلك هو حال الكائنات المسبحة كلها صار ذلك الكمال المطلق فى الكون الذى نحيا به
بالتالى لابد ان نستنج قاعدة الكمال هنا :
كلما تم نقل مراد الله سبحانه وتعالى فى اعلى درجات الكمال وان يصير هذا النقل وراثيا كلما كان الكمال المطلق هو حياتنا
ومعلوم ان البشرية قد اختارت الامانة وهى نقل التشريع الاسلامى الذى يربطها بالله سبحانه وتعالى والذى سيجب ان ينقل وراثيا اختارت ان تنقله حملا عليها وتكليفا بصفات البشرية الناقصة
والحقيقة ان الامر على قدر صعوبته ابتداءا الا انه يمكن جعله وراثيا مكتسبا انتهاءا ب (إياك نعبد وإياك نستعين ) فيكون هينا جدا
وذلك كالأتى

هناك صفات وراثية تنقل من خلال العمليات الوراثية
وهناك صفات مكتسبة من المجتمع لا تنقل وراثيا الا بشروط خاصة
فكيف يمكننى جعل الصفات المكتسبة تنقل وراثيا من جيل الى اخر
هناك قاعدة وراثية:
العضو الذى يعمل ينمو ويكبر ويورث صفته والعضو الذى لا يعمل يقل ويضمر وتختفى صفته
لذلك فإن البشرية تختلف من مكان الى اخر فشكل الافارقة يختلف عن شكل اوروبا والدول الوسط بينهما صفاتها وسطية
فنظرا لقلة الاكسجين فى افريقيا تجد ان انف وصدر سكان افريقيا اكبر من سكان اوروبا التى نسبة الاكسجين به مرتفعا
مع ان البشرية جميعا تنتمى لأدم وحواء عليهما السلام
كما أن الاسماك التى تحيا بالاعماق المظلمة بالبحار اسماك عمياء لعدم حاجتها للابصار نتيجة لعدم وجود الضوء المنعكس الى العين
النتيجة : الصفة المكتسبة تم نقلها وراثيا
وعمار وخراب البشرية القادم كنتيجة يخضع لتلك القاعدة
والعالم الان يجرى لأن تكون الصفة المكتسبة به والتى ستكتسب وراثيا لتنقل من جيل الى اخر هى صفة اللا اسلام فى القول والفعل اى الحرام المطلق فى كل شىء
وهذا كان سبب العقاب الجماعى لقوم سيدنا نوح عليه السلام
فانظر الى قول سيدنا نوح عليه السلام
قال تعالى ({إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً }نوح27
ليأتى السؤال ما الذى جعل هناك تلك القطعية فى القول لسيدنا نوح بأن الاجيال القادمة ستكون فاجرة وكافرة
ولأن الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى وان الشر ليس اليه سبحانه وتعالى فلابد ان ننزه الله سبحانه وتعالى ونثبت ان الشر ينسب لتلك البشرية حتى صار الشر بقوم نوح عليه السلام موروثا
فيأتى السؤال :
كيف صارت الاجيال القادمة ايضا لها ذلك الوصف من الفجر والكفر مع انها لم تولد بعد
تلك هى الوراثة المكتسبة
اذ صار المداومة على الكفر من جيل الى اخر جعل هناك نمو لجوارج الجسد فى الحب والكره بألا تكون الا كافرة
بالتالى صار الامر هنا ان الكفر صار موروثا كوراثة الصفات بين الاجيال المختلفة
بالتالى لنقاء الانواع القادمة لابد من تطهير الارض من ذلك الجنس الذى صار الكفر به صفة سائدة
لذلك كان عقوبة هؤلاء القوم ونجى الله سبحانه الذى امنوا مع نوح عليه السلام وذلك لنقاء سلالتهم أو لتنحى صفة الكفر به وهو الصراع بين الحق والباطل داخله الا ان الغلبة للحق الذى بداخله

لذلك كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اعلى درجات الكمال المطلق
بالتالى لنجاة البشرية من الوصول الى ان يكون الكفر صفة سائدة تنتقل من جيل الى اخر فيلزم العقوبة

لابد من اقامة شرع الله سبحانه وتعالى فى اهل الاسلام مع بيان صفات الله سبحانه وتعالى واسمائه وحقه فى انه لا اله الا الله
بالتالى الاصرار والمداومة على اقامة شرع الله سبحانه وتعالى يجعل الجوارح توظف للطيب فقط ومع وجود نسبة من الخبث بيننا الا ان النتيجة الحتمية المتوقعة هى ان الاجيال القادمة سيصير التسبيح صبغتها
اذ ان اسباب نقل الكفر صارت متنحية ابتداءا ثم صارت الاجيال التالية نقية خالصة من الكفر او من الجهل بمراد الله سبحانه وتعالى فى أى مراد كان

وهذا ما احاول جاهدا ان اوصله لكل مسلم على الارض
وأأمل ان يكون هناك من كان بمسؤلية فى دولة الاسلام يحمل كلامى هذا الى التطبيق
وتلك دولة الاسلام القادمة وهى قادمة بإذن الله سبحانه
لنحيا جميعا الجنة بالدنيا ثم جنة الاخرة
لذلك كان قول علمائنا السابقين رحمهم الله
الا ان فى الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد