تاريخ الصلاحية :
يلاحظ ان قوانين التجارة الان تلزم المنتجين بكتابة تاريخ الصلاحية للمنتج الذى يتم تداوله بالاسواق
لكن السؤال اين تاريخ صلاحية التشريعات التى تحكم العالم فى عصرنا الحالى
اليست تلك التشريعات هى نتج العقول البشرية الان ولابد ان يسرى عليها ما يسرى على المنتجات البشرية من الفساد
ليأتى سؤال اخر بخروج الانسان من دائرة الحياة بالكون هل هناك فساد ما وهل هناك تاريخ للصلاحية يكون عندها الكائن فاسدا لغيره
الحقيقة لا
ليأتى السؤال الاهم لماذا صار الفساد يرتبط فقط بالبشرية
هنا نعود ثانية ما الفرق بين الكون اجمع وبين البشرية مع ان الكل يعتبر متشابها فى انه كائن حى او كائن يتحرك
ما الذى يختلف فى البشرية ولا يقوم به سائر المخلوقات
الاجابة هو ذلك المنهج المحرك للبشرية ويتعدى بصفاته على الغير من الخلق
بينما كل الخلق لها منهج اخر حقق الكمال المطلق صفة ذلك المنهج هو صفات رب العالمين سبحانه الحى الذى لا يموت

بالتالى لما كان منهج البشرية الان هو نتج عقول البشرية لزم ان يحمل ذلك المنهج صفات البشرية فى انها لابد لها ان تموت بالتالى لزم ان يحمل منهج البشرية الان تاريخ للصلاحية فى انه لابد له من نهاية يموت عندها
والحقيقة ان منهج البشرية خالى من الكمال اين كان لأنه فاقد البعد الغيبى
بينما منهج رب العالمين سبحانه وتعالى حقق الكمال فى كل ابعاده فصار هو الاعلى
اذ حقق الكمال فى البعد الغيبى والكمال فى تناول العلاقة مع الخلق اجمعين ولأن العالمين ليس لهم الا ربا واحدا وهو الله سبحانه وتعالى وسبحانه له الصفات العلى وسبحانه هو الحى الذى لا يموت
لزم ان يكون تشريعه سبحانه وتعالى حمل الكمال المطلق فى ذاته وفى صفة ان لا فساد مطلقا يطرأ عليه او ان يطرأ على اتباعه او ان يطرأ على نتج اتباعه
لذلك مهما بدلت البشرية من قوانيين فى التشريع الذى يحكمها الان فانه يحمل فسادا فى ذاته وفسادا فى نتجه ونتج اتباعه
لذلك كى نحفظ اقتصادنا فى كوننا جنسا بشريا من ان يطرأ فسادا عليه أو ان يطرأ فسادا على نتجنا الاقتصادى لابد ان نحكم بشرع رب العالمين سبحانه وتعالى
فان فعلنا ذلك كان تاريخ الصلاحية لنا مطلقا اذ يكفى ان يكتب صنع فى دولة الاسلام
لذلك قال صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا )
والغش لايسقوم الا بمنهج مخالف للاسلام والغش لا يتبعه الا فساد
كذلك فى وصف المؤمن انه لا يكذب اذ الكذب يلزمه ان صاحبه اقام تشريعا اخر غير تشريع الاسلام فى نفسه
لذلك فالمسلم المخلص صلاحيته لا تنتهى مطلقا حتى بعد موته
كذلك الدولة المسلمة صلاحيتها لا تنتهى مطلقا ابدا
لأن افعالها واقوالها ان صار الاسلام صبغتها هى الاسلام نفسه اى هى مراد الله سبحانه وتعالى بالتالى صار الحياة المطلقة وصفا لها فى الدنيا ثم لحقت بالجنة حيث هى الحيوان اى اصل الحياة ذات النعيم الذى لا ينقطع ولا يزول
والمحقق للكمال المطلق الخالد فى كل شىء
قال تعالى {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }يونس9

لذلك اى صلاحية تريدون ايها القوم
لذلك انا اكفر بأى تشريع الا تشريع رب العالمين سبحانه
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد