العظماء السبعة :
هم سبعة من البشر اجتمعوا فى تلك الدنيا ليبينوا صفات دولة الاسلام

أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"


اولا لابد ان نثبت ان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حقق الكمال المطلق فى كل شىء
بالتالى فان ترتيب هؤلاء الرجال ليس لمجرد المصادفة التى تجعل هناك احتمالية لترتيب اخر مع ثبات مكانتهم فى ظل الله سبحانه وتعالى
ثانيا ظل الله سبحانه وتعالى لا يكيف ولكن نثبت ان لله سبحانه يوم القيامة ظلا يليق به سبحانه وتعالى

وهؤلاء العظماء السبعة بدايتهم
امام عادل
لنقف معه ذلك الامام
اولا تلك صفة
ولا تنصرف تلك الصفة الا من كان العدل وصفا له والعدل ليس موروثا بالنسب الاسرى
ولكنه موروثا من الانبياء والرسل
والرسل والانبياء لا يورثون درهما ولا دينارا ولكنهم يورثون الاسلام
والاسلام هو تشريع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
بالتالى الامام العادل صار علمه بالتشريع الاسلامى صبغة له اذ انه صار العدل صفة يعطل اسمه بجانبها
وكونه اماما صار علما بين الناس قوة وحكما وحكمة
وكون العدل صار صبغة له بالتالى فلا زيغ مطلقا عن العدل مهما كان من يحتكم اليه ومن يقيم عليه العدل بالتالى فنحن الان فى دولة الاسلام بالتالى الشىء الطبيعى ان يكون التالى هو ذلك الجيل الذى ينبت فى ظل حكمه وعدله

شاب نشأ فى عبادة الله

والنشأة تدل على تلك الدولة المسلمة التى صارت لا ينشأ بها الا ما كان طيبا
انظروا لجملة نشأ فى عبادة الله تشمل المنشأ
والمنشأ يشمل التربية والعلم والاكل والشراب والصحبة وكل الجوار من التعامل مع كل شىء حتى الدواب
كما ان المنشا حتى يكون شابا دلالة على سقية العلم الطيب له الخالى من السوء لذلك الشاب
فكان نبتا طيبا يعطى ثمارا طيبة فى القول والفعل
يوصف بأصل نشأته شاب نشأ فى عبادة الله

ورجل قلبه معلق فى المساجد:
خرجنا من جيل الشباب الى جيل الرجال بالتالى الاتصال العمرى فى اعلى درجات الكمال
لننظر الى كلمة قلبه معلق فى المساجد
معلوم ان الرجل يتحرك بالمجتمع حيث كان فى سفر او فى بيته اى فى تجارة
فكلمة معلق فى المساجد هل المعنى بالمسجد هو ذلك المكان المسمى عرفا مسجدا
مع العلم ان هناك المسجد الضرار
ام ان كلمة مسجد لا تنصرف الا الى شرع رب العالمين سبحانه وتعالى باعلى درجات الكمال التى تجعل ذلك القلب ساجدا لله فى كل لحظة يحياها حتى يكون وصفه انه معلق فى المسجد اى ان هناك رباط من العلم حقق اعلى درجات الثقة فى النسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان امر ذلك الرجل على بصيرة فى افعاله واقواله فلا يصدر منه الا ما كان طيبا يعبر عن انه من المسلمين حقا

ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه:
ثم تأتى علاقة رجال تلك الدولة ببعضها البعض فى كل تجارة ما بينهم تجارة لا تعبر الا عن علو الاسلام بينهم اذ ان كل عمل من الاسلام هو تجارة مع الله سبحانه وتعالى فلا يجتمعون الا علي الله سبحانه وتعالى اى على مراده سبحانه وتعالى بالكيفية التى امر الله به سبحانه وتعالى
ولا يفترقا الى على الله سبحانه وتعالى من اجل تحقيق مراد الله سبحانه وتعالى فى اعلاء كلمته سبحانه وتعالى
اى ان همهم الكلى فى تلك الحياة الدنيا هو اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى فى القول والفعل على المستوى الفردى وعلى المستوى الجماعى اذ ان الاثنين هى اقل عدد الجماعة اى ان جماعة المسلمين بتلك الدولة على الاسلام الصحيح

ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال:
هنا نأتى لحال الفقراء بالدولة كم كم فى اعلى درجات الايمان التى تجعلهم على بينة من امرهم
ودلالة انهم فقراء هى جملة امرأة ذات منصب وجمال
اذ لو انه من درجتها فى المال والمنصب لما ذكر منصبها هنا
وذلك كيوسف عليه السلام وامرأة العزيز
فقال إني أخاف الله
فالجملة التى عبر بها انه يخاف الله ولم يذكر الحديث رد تلك المرأة دلالة على وقوع ذلك الوقع موقعه من المؤمن لترجع الى اسلامها
كما ان جمله إنى اخاف الله هى اصل الايمان لدى المؤمن
مما يدل على العلم بالله سبحانه وتعالى علمه بأسمائه وصفاته دون تكييف وعلمه بشرعه سبحانه فى ان ذلك الفعل يستلزم الخوف الشديد من الله سبحانه وتعالى مع عدم ابراز ما الذى دعته اليه المرأة الا انه معصية من رد ذلك الرجل المؤمن الموحد بالله سبحانه وتعالى

ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه:
ثم نأتى على حال رجال تلك الدول مع الصدقة لبيان علو مرادهم فى القرب من الله سبحانه وتعالى وعلمهم بصفات الله ودرجة الصدقة فى الخفاء مما يعنى انه لا من مطلقا يظن ان يطرأ من ذلك الرجل
لدرجة انه لا شهود مطلقا على فعله حتى اعضاء جسه الا من شهادتها يوم القيامة له
وكلمة اخفاها دلالة على مدى حرصه على ان تكون خالصة لله سبحانه وتعالى

ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه:
ثم نأتى لحال رجال تلك الدولة فى خلوتهم مع الله سبحانه وتعالى لبيان مدى ما هم عليه من الاخلاص لله سبحانه وتعالى ومحاسبتهم لأنفسهم وعلمهم بتقصيرهم فى حق الله سبحانه وتعالى
فاجتمع فى قلبه الخوف والرجاء ففاضت عيناه لتعبر عن تقصيره فى حق الله سبحانه وتعالى لعلو صفاته سبحانه فى قلب ذلك المؤمن الموحد بالله سبحانه وتعالى
ليبدأ يوم غده فى عبادته لله سبحانه وتعالى كأنه يراه فيحقق ذلك فى كل لحظات يومه

تلك هى دولة الاسلام