الاسلام والابداع :
يلاحظ فى مجتمعاتنا الحاضرة ونظرا لأن المهام تولى الى غير المتخصصين فى العلوم المختلفة
فانه يتم تخريب الدول الاسلامية
وذلك كالأتى:
دائما صاحب اجادة علم ما له ارادة يحمى بها ذلك العلم الذى معه ويدافع عنه
فأن تولى ذلك العلم من ليس له باع فيه صار عدوا لنقصه مع من هو اعلى منه علما
لذلك بدلا من ان يبين علو غيره من نفس بلده يبدأ فى استيراد ذلك العلم من الخارج فيبدأ فى المجال الذى يديره
فان قلنا ان الكل يعمل فى غير تخصصه
صار كل شىء مستوردا فيبدأ العلم بالبلاد فى الافول وتبدأ ثروات البلاد فى الزبول
ونظرا لأن الكل جاهل فلن يتم استيراد الا مادة تزيد ذلك الجهل وتعبر عنه
فان فنيت الاموال وتلك نتيجة حتمية
فلن يكون هناك الا الخراب وتلك النتيجة الحتمية المنتظرة لكل الجهلاء
والعالم الغربى تقدم مع فجره لأن تلك القاعدة لا تسرى به

تعالوا معى لننظر الى كيف يجعل الاسلام الكمال هو الحال فى كل شىء
اولا التخصصية مطلوبة فى الاسلام فلن يكون هناك من يلمس مادة ما الا ولابد ان ينشأ اولا على كيفية التعامل مع تلك المادة التى بين يديده
ولن يقدم الانسان على عمل او فعل ظاهرى او باطنى الا وهو يعلم كيف يتعامل مع ذلك العمل
اى لا مصادفة قط فى كيفية تناول اى شىء بالاسلام
وحتى اقرب لكم المسألة حتى يكون هناك البنيان المؤسسى الذى ارسخه فى عقولكم
اليكم جسد الانسان هل هناك خلية قط تقوم بعمل خلية اخرى فى تخصص اخر
الاجابة لا
هل هناك عضو يقوم بعمل عضو اخر فى جسد الانسان
الاجابة لا
الكل يعمل من خلال منظومة مؤسسية افرادها فى اعلى درجات العلم بدور تلك المؤسسة
بالتالى لأن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شىء يلزم ان يكون نتيجة خلقه لنا سبحانه وتعالى تلك الميزة فى القيام بأى شىء فى اعلى درجات الكمال
لذلك فان هناك التشريع الاسلامى الذى سبحانه وتعالى امرنا بالقيام به ظاهرا وباطنا
بالتالى فلن يتولى انسان فى بلاد الاسلام امرا الا وذلك الامر على علم به جيدا
والانسان ما عليه الا ان يخرج منظومة الانسان بداخله الى خارجه فى حياته الدنيا
فكل ما يعنى من النظام المؤسسى والبشرية فى حاجة اليه فهو فى حركة مؤسساته الداخلية
الا ان الوصول الى ذلك لا يكون الا بالاسلام
لذلك فالانسان كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة ثم جنينا ثم طفلا ثم غلاما ثم شابا ثم رجلا
كذلك دولة الاسلام
تبدأ بدعوة حاملة لكل صفات الكمال وتلك تمثلت فى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كبرت دولة الاسلام بصحابته صلى الله عليه وسلم ثم كبرت دولة الاسلام بالخلافة
ثم تنازلت دولة الاسلام عن تشريع كمالها فهرمت ثم تفككت ثم تحاربت فوهنت
فهل نبدأ من جديد كى يكون الكمال هو حالنا وان يكون العلم الصحيح هو مدار علاقتنا جميعا وان تكون التخصصية هى مرتبة العلماء