علو الهمة :
سؤال هل الهمة تبدأ من الانسان ام الغاية توضع للانسان اولا؟ وما هى قوانين تلك الهمة
الحقيقة الاجابة على هذا السؤال تحدد اين نحن واين سلوكنا واين همتنا ؟

وحتى يكون هناك علو للهمة لابد ان يكون هناك هدف للهمة وتشريع يحقق الوصول الى ذلك الهدف ومكاسب لحظية تمر بها النفس وهى فى طريقها الى ذلك الهدف
ذلك ان فقدان الهدف للهمة يوظف الهمة فى العشوائيات فتكون نتائجها عشوائية
وعدم وجود تشريع يحقق الوصول لذلك الهدف مع وجود الهدف يؤدى اولا الى اختلاق تشريعات متضاربة للوصول الى ذلك الهدف مما يجعل الهدف وسيلة قتال وليس وسيلة بناء كالصراعات على السلطة فى أى شأن
ووجود مكاسب لحظية مع وجود التشريع والهدف يؤدى الى ارتواء النفس من اجل الصبر على تكملة الوصول الى الهدف اذ ان فقد المكاسب اللحظية مع الجهل بميعاد الوصول الى الهدف يؤدى الى الفتور وعدم بذل الشغل
اذ من ضروريات الوصول الى الهدف ان تكون صفات الهدف حاملة لهمة القائم بالعمل
لذلك فالبحث عن الكنوز يبدا بدراسة جدوى البحث عن الكنز فان وجد ان الكنز لا يحقق تكلفته ترك الكنز الى ان تكون تكلفة استخراجه اقل ما يمكن
كما انه كى لا يكون هناك تقاتل على ذلك الكنز لابد ان يكون هناك التشريع الذى يحكم العلاقة من البداية
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو

مع انه جبل من الذهب يكفى الجميع ان استثمر الا ان عدم وجود تشريع يحكم الوصول الى ذلك الكنز جعل من كل مائة نفس هناك تسعة وتسعون قتلى
والهمة هنا فى اعلى درجاتها اذ ان الكل يرى تلك النسبة من القتلى الا ان الكل يقول لعلى انا اكون ذلك الفرد الذى ينجو

والله سبحانه وتعالى هو الحى الذى لا يموت سبحانه وتعالى
له الاسماء الحسنى والصفات العلى وسبحانه رب العالمين وسبحانه قال تعالى {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }الحجر21

والتشريع الاسلامى يجعل الهمة للبشرية المسلمة فى اعلى درجاتها
وذلك كالأتى :
نظرا لأن الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى بالتالى فالهدف الذى وضعه سبحانه وتعالى للبشرية لابد ان يليق به سبحانه وتعالى
قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56

وعبادة الله سبحانه وتعالى ليست كعبادة البشر فالله سبحانه وتعاىل له الاسماء الحسنى والصفات العلى اى هو سبحانه غنى عن العالمين

لكن العبادة هى جعل افعال و اقوال البشرية الظاهرة والباطنة فى اعلى درجات الكمال التى تجعل العبد معبرا عن انه عبد لرب العالمين سبحانه وتعالى فتكون لذلك العبد صفات الكمال التى تليق به كما ان لله سبحانه وتعالى صفات العلو التى تليق به سبحانه وتعالى
بالتالى صارت العبادة لله سبحانه وتعالى مكسبا فقط للبشرية
ومع ذلك فان الله سبحانه وتعالى امدنا بالمكسب اللحظى الذى يقيم امرنا من خيرات تلك الارض واخبرنا سبحانه وتعالى انه سبحانه عنده خزائن كل شىء بالتالى صارت هناك الطمأنينة التى تجعل هناك الهمة فى تحقيق ذلك الهدف
كما انه سبحانه وتعالى بين لنا ان هناك من الاعداء من سيحاولون تعطيل الوصول الى ذلك الهدف
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21
وسبحانه بين لنا انه طالما اننا جعلنا عبادته غايتنا سبحانه وتعالى ولم نلتفت لشىء الا تحقيق عبادته صرنا فى معيته
سبحانه
قال تعالى { وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }الطلاق11
ومعيته سبحانه وتعالى تليق بصفاته سبحانه وتعالى فلما كان سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء لزم ان تكون تلك صفات معيته سبحانه وتعالى مما يلزم ان نكون فى طمأنينة كاملة وامان تام
ولما كان سبحانه وتعالى رب العالمين لزم ان تكون فى امان من شر العالمين ان اراد الكل شرا لنا
كما بين لنا سبحانه وتعالى ان هناك نهاية ولابد من الرجوع اليه سبحانه وتعالى رجوع للحساب

قال تعالى {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }البقرة281

فلما كان من صفات الله سبحانه وتعالى ان خزائنه لا تنفذ لزم ان يكون لتلك الخزائن من يستفيد بها
فى كل مرحلة من مراحل البشرية لذلك كان هناك الجنة بالاخرة حيث لا بؤس ولا شقاء قط ولكن نعيم مقيم
فلما كانت حال الجنة من الكمال اعلى من حال الدنيا وصفات اهل الجنة فى الكمال والحسن اعلى من صفات اهل الدنيا كان هناك الكمال والسعادة التى لا تنقطع فكان هناك رؤية الله سبحانه وتعالى رؤية دون تكييف وتشبيه اذ ان صفات اهل الجنة حينئذ لا ترى الا من خلال قوانيين الجنة حيث لا نقص فيها ولا زيغ ولا شطط ولا تصور الا وفق مراد الله سبحانه وتعالى كصبغة لأهل الجنة

لذلك كى نكون فى اعلى درجات الكمال من الهمة والتشريع والغاية والنتيجة التى لانقطاع لها لابد من التشريع الاسلامى يحكم امرنا فيتم ضبط النفوس على الصراط لتضبط على التشريع الذى السلامة صفته لتكون الغاية تلبسا لنا فتكون النتيجة محققة