أصلبُها هنا بمناسبة التاسع من نيسان يوم الدخول العدوان الأمريكي إلى بغداد
مطَرٌ على بغدادَ ينسكبٌ
........................في هطلِهِ البهْتانُ والكذبُ
مطرٌ له الأمطارُ منكرةٌ
......................فيه المنونُ وقَطْرُه الشُّهُبُ
فاصعَدْ بعيْنكَ هل ترى مطراً
.........................أم إنها الأفلاكُ تحتربُ؟
والحظْ خيوطَ القَطرِ نازلةٌ
.....................تهوي على النَّخلاتِ تلْتَهبُ
وانظرْ غيومَ الفِطرِ صاعدةً
.....................في فِطْرِها الأشلاءُ تنْصَلِبُ
مطَرٌ على دار السَّلامِ همى
..................فقضى السلامُ وشُقَّتِ الُحُجُبُ
++++
بغدادُ.. والأيامُ دائرَةٌ
........................أنتِ الخلودُ وكلُّهمْ ذَهبوا
أين انتهى النّمرودُ سيدتي؟
.........................ما ضرَّ إبراهيمَكِ الَّلهَبُ
أين التتارُ وأنت غارقّةٌ
........................بدَمِ العُلومِ وأيْنَها الكتُبُ؟
لكأنَّما مرَّتْ جحافِلُهمْ
...................مَرَّ السرابِ وَمنْكِ ما اقترَبوا!
يا درَّةَ الأمجادِ.. سيِّدتي
.......................فيكِ العُلا والمجدُ والنَّسَبُ
أنتِ الإباءُ وفيكِ نخلَتُهُ
.........................ولسعفها الإيمانُ ينْتسِبُ
سَقَط القناعُ وَخابَ واضعُهُ
.....................وانفضَّ عنكِ العجْمٌ والعرَبُ
++++
مطرٌ على بغدادَ منهمرٌ
....................من كلِّ "غربٍ" جاءَ ينسكبُ
يا أيها التلفازُ معذرةً
..........................العيْنُ في عينيكَ تغتربُ
والقلْبُ منْ دُنْياكَ مُنفَطرٌ
.................في الرُّوحِ يغرسُ رمْحَهُ العَجَبُ
بغدادُ والشُّعراءُ والصُّوَرُ
......................أينَ الحياة.. وأينَهُ الصَّخَبُ؟
في ألفِ ليلّةَ ليلَةٌ كتبتْ
........................بدم الحقيقةِ ليلَةَ انسَحبوا
هي ليلةٌ قد خابَ كاتبها
......................في بدْرها الأسرارُ تحتجبُ
ما لوَّنَ الصحّافُ صورَتها
................................لكنَّها الأيامُ تنقلِبُ
+++++
النفطُ يا بغدادُ عاهرةٌ
........................لبّتْ لأهل العُهْرِ ما طلَبوا
رقَصتْ على صدْر الخنا غَنَجا
.........................أكلتْ بثدييْها فما العَجَب؟
أفتتْ وما الفتوى بمنكرةٌ
......................بل كان مُفتوها همُ السَّلَبُ!
ما أعجبَ الصحراءَ إن فسَقّتْ
........................هرَعتْ لها الأعْذارُ تنتَحِبُ
يا سيدي الصحّافُ معذرةً
.........................أنتَ العزيزُ ودونَكَ النُّخَبُ
انت الذي ما زلتَ تحملهُ
........................أنت الضميرُ فكيفَ تحتجبُ
فارفعْ جبينَكَ للعُلا شرفاً
.............................فالنخلُ أمٌّ والعراق أبُ
25 نيسان 2003