القدرية الجبرية منهج اهل النار :

القدرية الجبرية هى فرقة ظهرت بدعوى ان الانسان ليس له مشيئة فى شىء وان افعاله واقواله واختياراته تعتبر امرا جبريا من الله سبحانه وتعالى
فكانت نتيجة تلك الدعوى ان زاد الفساد وتعطلت الحياة الطيبة
اذ كل مرتكب لجريمة كان رده انه جبر على تلك الجريمة وليس له مشيئة فى ردها
وكل كافر كانت مقولته كيف يزيح الكفر عن نفسه وهو امر جبرى
فانتشرت كل الموبقات نتيجة تلك الدعوى
لذلك فان تلك الدعوى تنفى دور الرسل والانبياء وتنفى دور كل داعية الى الله سيحانه وتعالى
اذ ان تلك الدعوى ساوت بين فرعون وموسى عليه السلام ففرعون كافر يدعى الالوهية واهل القدرية الجبرية يدافعون عنه ان الامر انف وليس له ذنب فى دعواه تلك كما ان عداوته لموسى عليه السلام هى ايضا امرا جبريا
كما انهم ايضا دافعوا عن الشيطان ذاته
وبالتالى تم تعطيل كل حسنى وتفعيل كل رزيلة للنفس
ثم تأتى النتيجة وهى ان حساب الله لمن فعل المعصية يعتبر ظلما من الله سبحانه وتعالى اذ كيف تحاسبنى على ما جعلته امرا جبريا وليس لى مشيئة معه
وهذا حوار اهل النار مع بعضهم البعض
قال تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ }النحل35

قال تعالى {وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ }إبراهيم21

فى حين ان الشيطان نفسه ليس جبريا وعلمه بالله سبحانه وبمراده فى اعلى درجات الصحة

قال تعالى {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22

بالتالى فكلمة (فاستجبتم لى يثبت الشيطان هنا افعالهم الاختيارية فى العبادة وينفى ان يكون له سلطان عليهم فى شىء لذلك يوقع اللوم عليهم ثم يبين لهم حقيقة النهاية ان الظالمين لهم عذاب اليم ليثبت الاختيارية لهم فى فعل الظلم)

والحقيقة وهذا هو المراد ان هناك فى عصرنا الحالى من يثبت ذلك الامر ولكن باسلوب يليق بالتقدم العلمى والشيطانى
وهو جعل العالم الاسلامى فى حيرة من امره حتى يميل اعتقادا دون دعوة ان الامر ليس له اختيار فى شىء
وان تلك النكبات والانهزامية امرا جبريا وذلك بانكسار الاسلاميين فى كل البلاد الاسلامية
ليأتى السؤال ان كان الاسلاميون على صواب فاين معية الله سبحانه وتعالى واين التمكين واين نصر الله وعندما يقف العقل عن النتيجة تأتى الاجابة ان تلك مشيئة الله
لتكون العبارة هى نفس عبارة الجبرية ان الامر انف
وسبب تلك الاجابة عو عدم الاعتراف ان الاسلاميين فى زماننا هذا ليس لهم رؤية بالدولة الاسلامية
لذلك تجدهم ابعد ما يكون عن فهم ادارة البلاد ويقول لك الامر له متخصصون
ليأتى االسؤال ان كنتم جهلاء بمفهوم الدولة الاسلامية وكيفية ادارة البلاد بالاسلام فهل فترة الصحابة امرا جبريا جبر عليه الصحابة فكان لهم سلطان الجبرية ان يكونوا هم حكام البشرية فى ذلك الوقت وان هذا فعل مخصوص من الله سبحانه وتعالى للصحابة لن يتكرر
ام ان الامر معلق بما عليه الصحابة من حقيقة الاسلام
وان افعال الله سبحانه وتعالى معلقة كمردود على العبد بافعال العبد نفسه بعد ان بين مراده سبحانه وتعالى
وحتى ابين ان الامر ايسر ما يكون لكن معلق بتحقيق الصواب فقط وفق امر الله سبحانه وتعالى

قال تعالى {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }النحل128
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7

بالتالى فالامر ليس جبريا على الاسخاص ولكنه جبريا لمن حقق مراد الله سبحانه وتعالى اى كلما حققت مراد الله سبحانه وتعالى كلما كنت فى معية تجعل وصولك لمراد الله سبحانه وتعالى حبريا على عدوك
وللأسف البعض تعامل مع الامر بحتمية العداء مع حكام المسلمين على اساس ان هناك خللا بهم ولا يتم اصلاح ذلك الخلل الا بازالتهم فصارت حرب تأكل الاخضر واليابس بين اسلاميين جهلاء بمفهوم الدولة الاسلامية وبين رجال دولة غير اسلاميين
وليس معنى اقامة الدولة الاسلامية هو تغيير من بالحكم من الحكام اذ يكفى ان يقوم الحاكم بالعمل بتشريع الاسلام حتى تنقل الدولة من منهج البشر الى منهج من له الصفات العلى سبحانه وتعالى
لكن هل معنى ذلك ان يخضع الحاكم لجهله بالاسلام لىسلطة الاسلاميين وان يقيم الاسلام باثر رجعى على كل فاسد سابق لتكون حربا ضروسا بين المسلمين انفسهم
الحقيقة ليست كذلك لكن يكفى اقامة الاسلام بجعل هناك مجلس علماء الدولة يضعوا المنهج الاسلامى الذى يحكم الدولة للمرحلة القادمةدون النظر الى ما سلف بالتالى تم الحفاظ على الدولة كمنظومة متكاملة دون اخلال بشىء فيها ثم يتم حركة النفس والمال وكل شىء بالاسلام ويقع الحساب على من يخطىء بعد اقامة الاسلام بالدولة وليس على من سبق اذ ان التركيبة السابقة كلها جعلت الوصول للحق لا يكون الا بالالتفاف والنفاق والفساد حتى صار الفساد صفة يعمل بها فى وصول الحقوق لأهلها
هنا بدأنا نضع الدولة بالكامل فى معية الله سبحانه وتعالى ثم تبدا ثروات البلاد فى العمل داخل الدولة وفق شرع الله سبحانه وتعالى كدوران الدماء بالجسد ليكون هناك البديل للفسدة فى التوبة الى الله سبحانه وتعالى بالعمل بما هو طيب بعد ان صارت الاموال متاحة للجميع للعمل بها دون ربا يجعله فى حرب مع الله ورسوله لتدور الاموال باعلى كفائة لها دون ان يكون هناك اموال معطلة بالبنوك دون استخدام والدولة ملزمة باعطاء ربا على تلك الاموال لاصحابها فتحمل تلك الفروق على كاهل الضعفاء والفقراء
بالتالى فبالاسلام فان الفقر سيكون مسألة لحظية تمر على النفس وليس منهجا يجر الدولة من فقر الى فقر
وتلك المرحلة اللحظة هى مرحلة دوران الدماء حتى تصل الى كل خلية بالجسم ثم تعمل المنظومة كلها بالمال بالاسلام كفعل الخلايا فيما بينها مع الدماء بالجسد ووصول الماء الى البذرة فى الارض عندئذ تكون ثروات البلاد كلها بايدى افراد الدولة الكل يعمل بها مع تفعيل التخصصية العلمية بالدولة بألا تفقد الدولة تخصصا ما وان تعمل الدولة فى صورة مؤسسات بأن ينتمى كل فرد بالدولة الى مؤسسة تنتج نشاطا معينا يبنى الدولة وان لا يكون هناك مؤسسة فساد قط بالدولة تنتج ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه
بالتالى فان جميع افراد الدولة صاروا ينتمون الى مؤسسات تعلم بحاله وتوظفه ليكون فرد انتاج بالدولة
بالتالى فمسألة ان تكون الدولة جاهلة لحال فرد بها صار منفيا
بالتالى صار هناك الرؤية المستقبلية لحاجة الدولة من التخصصات والقوى التى تحتاجها فيتم توجيه انشطة الدولة لانتاج التخصصات التى هى فى حاجة اليها كما زال معنى ان يتشرد طفل لموت ابيه او امه اذ انه يرتبط بالدولة المسلمة وليس لأبيه وامه كحقوق
كما ان غير المسلمين يعملون فى الدولة انتاجا وفق الاسلام ولايصدر من جوارحه فعل او قول الا ما يعبر انه يحيا فى دولة الاسلام اما اعتقاده فليس للمسلمين الا بيان الاسلام له
بالتالى صار هناك ترابط فى افراد الدولة كترابط خلايا الجسد بالجسد فصار هناك المعنى المذكور فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالحمى والسهر)
فهل نقيم تلك الدولة