|
يَا مِصْرَ نِيلُكِ وَ الآلام والخطرُ |
رُحْماكَ بِتْنَا على الأشلاء نُعتَصرُ |
الغمُّ يلجمُ و الآمال عالقة |
ما بين طيَّتِها أو نشرِها تَتَرُ |
بستان عدلكِ منداحٌ بعاصفةٍ |
هوجاءُ ظلماءُ لا تبقي و لا تذرُ |
شعبٌ تسامى فأحنى ألف مكرمةً |
ومالَ يغرس نبت العز يفتخرُ |
ثم استراح قليلًا عَنْ فَسَائِلِهِ |
خطَّ المثالَ فأذرى جهده الأشرُ |
يا مِصْرَ قرْحُكِ ما زلنا نطببَّهُ |
نروي الدماءَ فتستشري بنا الحِرَرُ |
يا نبضةَ العربِ في الآفاقِ صارخةً |
تفديك من نبضنا أرواحُنا الدُّرَرُ |
إنَّا شابٌ وهبناكِ المدى عُمُرًا |
جُدْنا الفؤادَ وَ فلذاتُ الهدى مَطَرُ |
لن نبق فيكِ سوى الإسلام شرعتَهُ |
ينزاحُ من بأسِنا الأوزار والضَّررُ |
هذي القلوب التي تشدوكِ ملهمةً |
أورادها النورُ والقرآنُ والسُّوَرُ |
ضحَّتْ وصدَّتْ فلم تبخلْ بغاليةٍ |
ما هالها الزَّخُّ والقناصُ والشَّرَرُ |
قد بايعت لإلهِ الكون صادقةً |
أشجارُ رِضْوانِها في جنةٍ كُثُرُ |
قد يعلمُ اللهُ مَنْ ضلُّوا وَ مَنْ صدقوا |
والنصرُ من صدقهم يدنو ويبتدرُ |
أَرضُ النماءِ و مسرى الأنبياءِ مَضَوْ |
صُنْتِ الْعُهودَ جَميعًا نِعْمَ مَنْ عَبَرُوا |
يا مِصرَ إنَّا على عهدِ الفدا أبدًا |
إِنَّا بِصَبَرٍ سَنَجْتَاحُ الأُلى غدروا |
اللهُ غَايَتُنَا في سَعْيِنا رَشَدٌ |
وَ الْحَقُّ قُوَّتُنَا و الدِّينَ نَأْتَزِرُ |