ردا على ابى بكر البغدادى :

فى مقولته ("ما كان الإسلام يوما دين السلام. إن الإسلام دين القتال".)
وكيف انه اعتبر حرب السعودية على الحوثيين حربا على دولة الاسلام

لتكون مقولته كالأتى ( ما كان ربكم يوما ربا للسلام ان ربكم رب القتال )

وابوبكر البعدادى بمقولته تلك يظن انه يحث المسلمين على القتال والهجرة الى دولته

لنبدأ فى بيان كيف ان الاسلام هو عين السلام ذاته والقتال بالنسبة للاسلام تقويم المعوج وليس اصلا به

حتى نبدا الدخول فى بيان ان صفة الاسلام هى السلام والرحمة
لابد ان نذكر صفات رب العالمين سبحانه اذ ان الاسلام هو تشريعه سبحانه وتعالى بالتالى فان تحقيق الاسلام يعنى تحقيق علو الصفات للبشرية لتكون الحسنى صفتها وليس القتال
الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى سبحانه وتعالى وله الاسماء الحسنى
واسماءه سبحانه وتعالى اعلام واوصاف اى ان اسماءه لها دلالتها على ذات الله سبحانه و دلالتها فى الوصف
وسبحانه وتعالى رب العالمين ورب كل شىء ومليكه
واول شىء فى الربوبية هى خلقه للخلق اجمعين سبحانه وتعالى
وسبحانه وتعالى خلق الخلق ليعبدوه سبحانه وتعالى
والخلق الاصل به الجهل بالله سبحانه وتعالى ليأتى السؤال هل علمهم بالله سبحانه وتعالى جاء بقتالهم ام ان الامر عرض اولا صفات الله سبحانه وتعالى وعرض امر حق العبادة له سبحانه ليكون الاختيار
قال تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72

بالتالى كان هنا عرض الامانة وهى اختيارية العبادة لله سبحانه وتعالى كأمانة تكليف
الا ان الكون جميعا رفض ان تكون عبادته لله سبحانه وتعالى امانة له حرية الاداء او عدم الاداء لها اختيارا
لذلك فالكون جميعا ابى واشفق والاباء والاشفاق افعال لا تصدر الا من كان العقل صفة له
فجاء الانسان وحملها وكان وصف الله سبحانه وتعالى لذلك الانسان انه كان ظلوما جهولا
لتكون بداية الانسان رحمة من الله سبحانه وتعالى وفضلا منه بانه أسكنه الجنة الا انه سبحانه وضع له حدا وهو الا يأكل من شجرة بعينها
الا ان الشيطان وسوس له فأكل من تلك الشجرة لتكون البداية فى الخطأ هنا من الانسان
ومع ذلك فان الله سبحانه وتعالى غفر له ذلك واهبطه الى الارض وجعله خليفة على تلك الارض
وانزل معه التشريع الذى به يكون علوه وحياته فى اعلى صور الكمال
فهل هذا رحمة من الله سبحانه وتعالى ام قتال من الله سبحانه وتعالى
وظلت البشرية فى توحيدها لله سبحانه وتعالى عشرة قرون الا ان هناك معصية وكان الله توابا رحيما فهل التوبة والرحمة منفية من الله سبحانه وتعالى وهل العبادة لله تكون قصر بالعنف
ان عبادة الله سبحانه وتعالى لا تتحقق الا بالحب والولاء لله سبحانه وتعالى وتعظيما له
وهناك المنافقين الذين نافقوا خشية عقوبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى يكون لهم كسب من كل فوز فى الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل تريدها كذلك تريد العبادة لله نفاقا
ثم جاءت البشرية وكفرت بالله سبحانه وتعالى
مع ان الحد الادنى من العقل يثبت ان للكون ربا يقيم امره فهل قاتلهم الله سبحانه وتعالى لعدم اثباته حق العبادة لله من اياته الكونية كما فعل زيد بن عمرو فى الجاهلية ام ارسل اليهم رسولا يبين لهم حق الله سبحانه وتعالى وكيف تحيا البشرية الكمال ان اقامت امرها على الاسلام
قال تعالى(َمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
فهل اقامة الاسلام هو اقامة الحرب
ثم جاء الاعتداء على الرسل واهل الايمان وهنا جاء العقاب من الله سبحانه وتعالى ليس لأصل الحرب لكن لبيان ان هناك فصل بين الحق والباطل وان اهل الايمان هم الاعلى فى الصفة وان صفات الله سبحانه وتعالى عليا فى كل شىء فمن امن واتقى كان العلو له فى الدنيا والاخرة ومن كفر واعتدى على اهل الايمان كانت العقوبة له فى الدنيا والاخرة
بالتالى فالعقوبة والقتال نتيجة ومردود لفعل الكفار باهل الايمان وليس اصلا بالاسلام تسوق البشرية به

فماذا تقول فى قول الله تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48
وماذا تقول فى قول الله تعالى {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }طه44
وماذا تقول فى خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وضع سلى الجذور على ظهره وهو ساجد
وماذا تقول فى فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهودى الذى كان يضع القاذورات على باب بيته
وماذا تقول فى خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قاتله وبمجرد ان اسلم الامر صار مختلفا وهؤلاء اهل مكة ممن قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم امنوا
وماذا تقول فيمن جذب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه وقال اعطني من مال الله الذي أعطاك ليس من مالك ولا مال أبيك
فهل قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم
وماذا تقول فى اهل الطائف الذين جعلوا غلمانهم يقذفون رسول الله بالحجارة فهل قتلهم الله سبحانه وتعالى حالا وقتل غلمانهم
وماذا تقول فى قول رسول الله لخباب ابن الارت كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قَبْلِكُمْ يُؤْخَذُ ، فَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ ، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَا اللَّهَ ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ
فهل قال له اقتل هؤلاء الذين يفعلون بكم تلك الافعال

وماذا تقول فى ان الصحابة فى شدة الحرب يتقون برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون اقربهم للأعداء ليس لهوانه عندهم ولكن لعلوه عليهم فى كل الصفات صلى الله عليه وسلم فهل قتلهم رسول الله

وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسامة بن زيد رضى الله عنهما فى قتله لمن قال لا اله الا الله من الاعداء
فقال له رسول الله اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله ماذا تفعل بلا اله الا الله يوم القيامة
حتى قال اسامة رضى الله عنه ليتنى لم أؤمن قبل اليوم حتى تكو صحيفته بيضاء من ذلك الحدث
فهل الاصل هنا فى الاسلام القتال

وماذا تقول فى قول رسول الله للصحابة المهاجرين الى الحبشة ان بها ملكا لا يظلم عنده احد مع انه كافر ثم امن رضى الله عنه

وماذا تقول فى فعل رسول الله بأهل مكة عند فتحها
الم يقل ما تظنون انى فاعل بكم فقالوا اخ كريم وابن اخى كريم فهل قتلهم ليثبت ان الاصل فى الاسلام القتال
ام قال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء لأن الاصل فى الاسلام الرحمة

وماذا تقول فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها لما قال اليهودى السام عليك يامحمد
لما قالت اسام عليكم يا اولاد القردة والخنازير
الم يقل ياعائشة ما كان الرفق فى شىء الا زانه وما نزع الرفق من شىء الا شانه
ام قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم

وماذا تقول فى الوثيقة العمرية لاهل اللياء التى تثبت علو الاسلام وفضله
وماذا تقول فى موقفه من القبطى المصرى وابن عمرو بن العاص رضى الله عنه لما ضربه ابن عمرو بن العاص رضى الله عنه وقال انا ابن الاكرمين

ثم لا تكتفى بذلك وتعتبر ان قتال السعودية للحوثيين الرافضة هو قتال للدولة الاسلامية لتثبت مقولتك ان الاصل فى الاسلام القتال وليس التوحيد له سبحانه وتعالى
فالمسألة عندك هو قتال كل حكام الارض من المسلمين وغيرهم لتعلن عن هويتك هى افساد الارض
او ان هناك امرا تريده قد وظفت له الا هو كسر معنى التوحيد عند اهل الاسلام واجتماعهم عليه
ليكون الشتات هو امرهم لصالح كفار البشرية
انك تريد قطع صلة اهل الاسلام بالله سبحانه وتعالى ليكون الامر دماءا على الارض بلا غاية ولا هدف
مقولتك تلك جاءت بيانا شافيا لمنهجك ومنهج اتباعك
حقا انها فتن كقطع الليل المظلم
ولن يستقيم امر دولة ما من دول الاسلام للقضاء على تلك الافكار وحتى لا تشتعل من دولة لاخرى الا باقامة شرع رب العالمين سبحانه وتعالى
لذلك ادعوا حكام العالم الاسلامى الى اقامة شرع الله سبحانه وتعالى وان تظلوا بالحكم كما انتم وان اردتم ان تورثوه لاولادكم فلا مانع طالما ان الامر يكون بالاسلام وان الحكم فى النهاية للاسلام على الحاكم والمحكومين
الا تفعلوا فلن يبقى احد منكم فى حكمه وستكونون شيعا يتخاطفكم القوم فالناس الان وصل بهم الامر ان صاروا لا يعنيهم من يحكمهم ولا يعنيهم بقاء الدولة من عدمه اذ استفحل الظلم صار الكل يهدم البنيان ليسقط على الجميع