في حضرة الغياب ...
لم أجد سببا للرحيل ...
كل أسبابي الكامنة ...
رحلت أدراج الرياح ...
ومع ذلك ...
لم أجد سببا للرحيل ..
سقطت وردتي الندية ...
حين التحف بأغصانها الأنين ...
لتستفيق على أثر ...
مزق في داخلها الحنين ...
لتستيقظ في أعماقها صرخة ...
كانت برية ...
أصبحت أبدية ...
عميقة بمشاعرها ...
في ليلة كمثيلتها سجية ...
تحمل على توابيت ...
من فرط الألم ...
لظروف كانت وهمية ...
بل ما زالت وهمية ...
تؤمن بتخيلات عرقية ...
ومنعطفات لماضي ...
كان سقيم ...
ولامبالاة الأمس ...
وغدر اليوم ...
وهاجس الغد ...
لينقشع عن سمائها ...
الظلام وكل أفكار المساء ...
التي لطخت حيائها ...
وهي ما زالت عذراء صبية ...
وودعتها لرحلة ...
كل أسبابها مضنية ...
لتحلق من جديد ...
فراشة كزينة الخلخال ...
تحوم خجلا عند احتضان الأخدان ...
وتتراقص طربا على فتات الأحزان ...
على مدينة أصابها الركام ...
أبصرتها منذ أزل ...
عندما احتمت بأنوارها ...
وسلاسل الدخان ...
لتخلد ذكراها هائمة على فوهة البركان ...
أصبحت الآن ..
هادئة ...
نائمة بين أوتار الكمان ...
لتداعب اسما زقزقته عصافير النيل ...
بل الكناري ...
بل على الأرجح طائر السمان ...
كان ملخصا لفكرة ...
انتهت من زمان ...
أدمنتها ...
وبعثرتها عندما أقسى الزمان جناحه ...
وتبلد عن أصله الحنان ...
وجف بئره وسقاها الحرمان ...
ورحلت عن حياتها السابقة ...
بل الحاضرة ...
لا فرق ...
لكي تعلمه درسا في الانتظار....
وأنا كدرويش ...
لا أحب الانتظار ...
ولا أحب دورك المغشوش ...
حين تغازلني ...
وتخبرني ما حام حولك
وما المألوف ؟!!!
فأنا شبح ...
أسابق حد الألم ...
بل فعلا ...
أسابق حد الموت ...
وأقول فعلا ...
لا عبثا ...
سأبعثر كيانك إن تجرأت ...
حتى العدم ...
حينها إذا حالفك الحظ ونجوت ...
ستبقى ما حييت ...
نكرة بلا اسم ...
مجرد زمن ...