"جمع حصيلة محلاته وأبواب رزقه الوافرمن عمارات وفلل وحوانيت في الليل-والتي ما كان يحلم بها حينما أتى لآم الدنيا من أقاصي صعيد مصر- والتي يحسده عليها القريب قبل البعيد، كان منهمكا أخذ يعد النقود وراء مكتبه بسرعة البرق في ضوء خافت يتفوق بمهارة عده لها على أفضل أنواع آلات التعداد الحديثة للنقود وخلفه مباشرة تقبع الخزانة والتي هي شبه محرمة على كل من بالبيت .
سمع صوته. أبي:هل تريد شيئا؟
بمنتهى السرعة في جيوبه الكبيرة جدا من معطفه الذي ذاق الذل من كثرة ما ارتداه وخلعه وكأنه كتب عليه أن يذوق المر من قسوة ما يغزوه من عرقه ورائحته وخصوصا ياقته التي علَّم فيها فأصبح كجزء من نسيجها دس في تلك الجيوب المئات بل الآلاف التي يعدها ثم رد بسرعة البرق لا لآ يا ولدي لا أريد شيئا،
يكرر الآبن متلصصا هل أصنع لك شايا ؟ أو أحضر لك كوب ماء؟ بنفس السرعة وعينه من فوق نظارته تلمع لمعة المكر: لا قلت لك لا لا أريد شيئا منك أدخل ونم.
إنتهى وقام وأطفأ المصباح الصغير ثم أغلق خزانته وأحكم إغلاقها من تسرعه ترك ورقة صغيرة على المكتب ثم صعد العلية لينام.هبط الإبن متسللا ثم فتح بمفتاح كان قد صنعه ثم دخل وجد الورقة فعلم سره فاستمرأ ما كان ممنوعاَ ومخفيا واستحلَّ ما كان محرما .
سمع همسا فاستدار فوجد لمعان نظارته ونظرته في الظلام .
وسؤال :ماذا تفعل هنا ؟!!!
فهمهم ثم تمتم ثم سكت فصمت الآب وسرح متفطنا للمقولة الشهيرة
"
/
/
/
وليدة اللحظة
دمتم مبدعين