طَوَيْتُ شَبَابِـــي فِــي الصَّبَابَةِ والهَوَى
أَسِيرُ إليهــــا والــــــفؤادُ أسيـــــرُهـــا
.
مَهَــــاةٌ يَشِــــعُّ النُّــــــورُ فوقَ جبينِها
وتمشي دَلَالَا مَا يُمَـــــلُّ مسيرُهــــا
.
لَهَا بَسمةٌ يــغْوِي الـــوقورَ جمـــالُهــــا
وعينٌ يَشُــقُّ القَلْب منـــــي فتورُهـــا
.
لها من صِفَاتِ الحُسْنِ ما يَسحَرُ الفتى
ومن صــورة القَـــدّ الرشيق نضيـــرها
هيَ المــــاءُ للظمــــآن والظلُّ وارفــــا
هي الروضةُ الغَنَّــــاءُ فــــاحَ عبيرُهــــا
.
هي الخمرُ بَلْ أشهى من الخمرِ لــذةً
وأَذْهَــــبَ منهــــا للـــعقــول نميرُهــــا
.
إذا ما بَدَتْ أَلْقَتْ علــى القلبِ بسمةً
وَجلَّــــى ستـــــورَ الحالكـــات منيرهـا
.
نَظَــرْتُ إليهــــا فَجْــــأَةً فَتَمَـــــلَّــــكَـتْ
فؤادِيْ؛ فَأمسى مِن نَوًى يَسْتَجِيرُهَــا
.
تُحَـــرِّق أَحْشَـــائِي وَنَفْسِي وَمُهْجَتِي
بنَارِ تَلَظَّـــــى لَيس يَخْبُــــو سَعيرُهــا
فَيَــــــا قُـــــــرَّةَ العينين صَــــبٌّ مُعذَّبٌ
سقته البلايــــا كـــأس بؤس تديرهــا
.
أَضَــــــــرَّ بِــــهِ أَن لا نَـــجَــاةَ لنَفْسِـه
من البؤسِ إلا ذاتُ حُـــسْــنٍ يَزُورُهَــا
فَكَيْفَ وَقَــدْ شَـــــطَّ المَـــــزَارُ بِرُوحِــهِ
وَأَضْحَــتْ خَنِيقًــــــا لَا تَنَفَّسُ دُورُهَـــا
.
فُؤادِيَ يَـــرْوِي فِــــي المَكَــــارِهِ قصة
بخالص دَمْـــعِ العَيْنِ خُـطَّتْ سُطُورُهَا
.
خَلِيلَيَّ مَاذَا بَعْدَ صَرْمِـــي يَطِيبُ لِــي
وَهَلْ فِي نِسَاءِ العَـــــالَمِينَ نَظِيرُهَـــا
.
أرى هذه الأيَّـــــامَ حُبْلَــــى فِـــإنْ تَلِدْ
تَلِدْ حَادِثَــــــــاتٍ يَسْتَمِرُّ مَـــرِيــــرُهَــا
.
سَعِدْتُ بِهَا يَوْمَ الوِصَــــالِ سَعَـــــادَةً
فَعَاجَلَ نَفْسِي بِالفِـــرَاقِ غُرُورُهَـــــا
.
كَذَلِك حـَـــالُ النَّــفْس إِمَّـــا تَعَشَّقَتْ
تُسَرُّ؛ ولكنْ لا يـــــدومُ ســـــــرورُها