بسم الله الرحمن الرحيم
شرُّ البَليَّة
د. ضياء الدين الجماس
شرُّ البَلِيَّة ِكذْبَةٌ بِـخِمارٍ = تـخـتالُ عاريَةً بدونِ إزارٍ
وتظنُّ أنَّ خمارَها ستْرٌ لها = لكنَّها مكشوفَةُ الأستارِ
فنّانة فتّانة بقوامها = وتمرُّ ضاحكةً على الأغرار
تغري الشَّغوفَ بكذْبَة من ثغرها= والثَّغرُ جذَّابٌ لذي الأنظار
فتّانة كالخمر تسري غيلةً = مِنْ رَشْفَةٍ كيداً مِنَ الفُجَّار
بدمائهم تسري سراية واله = فتمزِّقُ الأحشاءَ باستهتار
وتفرِّق الأحبابَ عن أحبابهم = وتُفتتُ الأشلاء في الأمصار
جرثومة فتَّاكة بسُمُومها = سَرَطانَةٌ تسري بكلِّ مدار
لكنَّ منْ أخذَ اللقاح مُـمَنَّعٌ = ببصيرةٍ وحصانةِ الأذكار
ومحبَّةُ الأخيارِ خير إدامهم= وطعامُهم من وجبةِ الأبرار
لا كِذْبَ شَرٍّ لا نَـميمَةَ بينهم = بلْ إلفَةٌ ومَحَبَّةُ الإيثار
كَذِبُ الضرورة في الإسار مقيَّدٌ= إطلاقه في الحرب للمكَّار
ولزوجة مع زوجها عند الهوى = إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ للإعمار
نعْمَ الرجال مع النساء تذودُ عَنْ = موروثنا هُمْ قَلْعَةُ الأحرار
بسيوفهم صدقٌ ونارُ عزيمةٍ = مستمسكينَ بعروة القَهَّار
وبصدقِهِمْ يَحْمونَ ثغرَ بلادنا = بعزيمةٍ هبُّوا مع الإصرار
نِعْمَ الصَّدُوقُ عمادُ بُنيانِ الهدى= بئس الكذوبُ مطيَّةُ السُّحَّار