كعادته..خرج يمشي على قدميه!
كانت المفاجأة أكثر مما يحتمله أي تفسير!
كان الناس جميعا يمشون على رؤوسهم!
تقدم من أحدهم، و قبل أن يستفسره..بادره الآخر بالسؤال ساخرا:
-أي لوثة أصابت عقلك يا رجل؟ لماذا تمشي مقلوبا؟!
دارت عيناه في محاجرهما، فغر فاه، و عقدت الدهشه لسانه.
أراد أن يرد التهمة..لكن سرعان ما أقبل أحدهم يمشي على رأسه! اقترب من محدثه، همس في أذنه، ثم وليا مبتعدين على رأسيهما!
غير بعيد منه..لمح شلة من أصدقائه يقفون على رؤوسهم! ينظرون إليه في أسى ظاهر، و يتهامسون فيما بينهم.
اقترب منهم، سلم عليهم!
ردو التحية، ثم صمتوا.
- لماذا تمشون بالمقلوب؟!
غالبوا ضحكة تفلتت من أفواهمم، ثم قال أحدهم- و كان أضخمهم-:
- أبدا..الظاهر أنك من يفعل ذلك!
- مستحيل..إني أراكم مقلوبين!
- لكننا نراك مقلوبا كذلك! فمن أحراه أن يكون على حق؛ نحن -الجماعةَ- أم أنت وحدك!
مرت أيام.. و وضعه الاجتماعي لا يزداد إلا سوءا..
كان الأصدقاء يتحاشونه، التجار يرفضون التعامل معه، طرد من العمل..
على صفحات إحدى الجرائد.. لفت نظره صورة رجل يقف على قدميه! اضطر إلى سرقة الجريدة...
أوى إلى عزلته المعتادة، فتح الجريدة على الصفحة المطلوبة؛ (الصحة النفسية):
خبر هام:
.. بوادر مرض نفسي خطير..
الرجاء ممن شاهد أي حالة الاتصال بالرقم التالي(...............)
غمرته موجة من الذهول.. استعاد وعيه، فتح باب المنزل، ثم خرج يمشي على رأسه!!