سكن الضجيج فلم يبق الا حفيف الرياح
واختفت من المدينة الاضواء , الا اضواء النجوم
وسرى في القلم نبض حركه ليكون
بعض الهمس في أذن المساء
مضى زمن دون لقاء
وحرك ضوء النجوم جمر الاشتياق
وجر الى الذاكرة رائحة التراب حين تمطر السماء
وسجدة زرعتها في ارض منزلي تحت ذاك المطر
فانبتت املا في السماء
والخفق حين ترعد وتبرق له صدى
عندما هبت نسائم الذكرى في المساء
اطياف ..تجوب الفضاء
افتش عنها كلما خلت الروح لتنام
وكيف تنام ؟!!
فتلك الاطياف مازالت تأرق الليل
فتظل الروح معلقة في السماء
وكلما اتى مساء :
تظل الروح تنشد القمر والنجوم
ان يفتشوا في الحقول ,في الصحاري وفي التلال
ان يسألوا كل طوب في الرصيف
كل ظل في الطريق
كل طير في السماء
كل عين ترقب القمر في المساء
كل ريح تهب في الصيف او الخريف او الشتاء
تحرك الستائر او تفتح الابواب
كل مولود جديد
كل روح تصعد السماء
عن طيف ..
ترك في قلب الحياة ذكرى
ومضى على حين غفلة ..بلا وداع
بلا وعود بان يعود!
مضى..فصارت كل الاجزاء المنسوبة له تضج وتصيح
كل الايام تدور
لتعود اليه
كل الاماكن تحاول مجاراة الدوران الارضي
كي لا يتيه
طيف ..عبر كل الامسيات ليعشش في الذاكرة
يوقد جمرات الشوق صدى الصوت ,نغم الحروف
لكنه مضى بعيدا ..بعيدا
فصار في الذاكرة طيف
وبعد زمن ...يصير بقايا طيف
لكنه سيبقى خالدا في رائحة المطر
في ديوان شعر ,او طريق سفر
او وجه قمر ..
وطنا ينبض جمره تحت رماد السهر...ضحى باسم ال قزان