#أشرف_فياض
لا أعرفه ولا يعرفني حتى ليلة البارحة بعد أن سمعت أنّه قد حكم عليه بالإعدام ، فتصفحت النت وإذ تهمته " التحرش بالذات االإلهية" والدليل أنه كتب " الشّمس ترقد في الفراش لأنّ حرارتها مرتفعة " وكتب " الأنبياء تقاعدوا فلا تنتظروا نبيّا يبعث إليكم ومن أجلكم ، ومن أجلكم يقدم المراقبون تقارير دولية ، ويتقاضون أجورًا عالية ، كم هو المال ضروريٌّ من أجل حياة كريمة! "
وكتب كثيرا في كتابه المعنون ب " التعليمات بالداخل "
كتاب طبع في بيروت عام ٢٠٠٨.
وقرأت معظم نصوصه فلم أجد فيه إلا الترميز والفلسفة والمعاناة ، المعاناة التي يعيشها اللاجئ الغريب عن وطنه المسلوب .
أشرف فياض في الثلاثينات من عمره ، أديب فلسطيني وفنان تشكيلي ولد وترعرع في المملكةالعربية السعودية ، ومثّل المملكة في محافل فنيّة دولية .
وصفوه بالإلحاد واتهموه به، ولا أرى في نصوصه إلحادا ولن يرى ذلك منصفا يقرأ الأدب والشّعر ، وربما اتهوه بذلك لإستخدامه ولو بشكل غير مباشر تضمينات وعبارات دينية ، ولكن المتتبع للنصوصه لا يجد فيها خروجا وخدشا للدين ولا للذات الإلهية ،
ولا يعني هذا أنّني معجب بإسلوبه وطريقة كتابته وتعبيره فهو شأنه شأن كتّاب الحداثة في الوقت المعاصر يخلطون الصور ويلفها الغموض في كثير من الأحيان ، ويكتبون النثر ويصفونه بالشّعر ، وأنا أنصح دوما بالإبتعاد عن التصاوير المشبوهة والتي قد تُفسّر على أشكالٍ عدة قد يعتبرها بعض المتابعين إساءة للدين ( وقد تكون فالله أعلم ما بنفس صاحبها ) ! ولكن ولو فرضنا جدلا أنها تمس الدين فهل نحكم عليه بالإعدام ؟! الذي ما سمع به والد الشّاب حتى أصيب بجلطة ومات من هول الخبر قبل أيام ! ؟ أم يوجه ويرشد هذا الكاتب لعله ينتج ما يزين به حياته وآخرته ؟!
ألم يكن العلامة المصري المعروف " مصطفى محمود " ملحدا أو أقرب إلى الإلحاد في مرحلة من مراحل حياته حتى هداه الله وهدى على يده كثيرا من النّاس بإسلوبه وفلسفته العلمية الفريدة ؟!
إلى المملكة العربية السعودية الحبيبة وإلى كل المسؤولين فيها وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، أدعوهم بأن يرفقوا بهذا الشاب وأن تكون الحكمة تاجهم وأن تتوج قرارهم بالإعفاء عن هذا الأديب الفنان والشاب المكلوم بوطنه ، وأن كان لا بدّ من عقاب فليكن بما يردع ويصلح ، وخصوصا أن هذا الشاب في كتاباته فلسفة كثيرة وعميقة تصب كلها في ما يعانيه اللاجئ الفلسيطيني المهجّر ، والذي ضاقت عليه الدّنيا بما رحبت !
عدنان الشبول
02.12.2015
والله أعلم بالقصد والنية