قال الفتى:
" إليكم دواوينﹶ شعْري ...
خذوها بعيدا..
فما عاد في الشّعر طعمٌ يداوي
جراحي
وقد كان بالأمس نخبًا و كأسًا لراحي"
تعجّبت من قول شاعر فذّ و تنازله عن كنزه الثمين! فعاتبته..و اتهمته!!
فردّ الفتى مضمّنا قول المتنبي:
يا اعدل الناس في محاكمتي***فيك الخصام وانت الخصم والحكم
كان ردّي بهذه الثلاثية:
عاد الفتى الميمون بالأخبار ***
قل ما بدا قولا من المختارِ
يا حيدرا ! هذا الجواب مُمهّدٌ***
في قولك البشرى من الأخبارِ
أأظلّ في قفص البشارة أرتجي***
قولا يمهّده الفتى و يداري
فردّ الأستاذ الشاعر قائلا:
أسمعتِ في الأعْماق وحْشةﹶ حائرٍ *** من قبضةِ الأشْواق هز سرائري
ألْقى به موْج المشاغل ساحلاً ***
فإلى متى يبْقى دفين مشاعرِ
قد أُ شْربْتُ من نبْع السّكوت كفايةً *** واليوم قلّدْتُ الفصيحﹶ منابري
إيمان لوْ خاطبْتُ فيك براءةً *** هلّا
وعتْ أمْسي رؤاك و حاضري ؟؟؟
إنْ أنْت لاقيْت اليقين فما *** كلّ الذي رام العتابﹶ بـضائري
لقميص يوسفك الغريبُ بشارةٌ *** إن
مسّﹶ حسْنُ القوْل ردُّك ظاهري
قلت في ردّي:
و لقد سمعت نداء حيدرة الفتى
عن بعد أميال من الأوكارِ
يشكو من الأسر الفظيع لشعره
و الشّوق يجري في دمِ المحتارِ
لا تنتظر أحدًا يجيبك في الخلا!
إن لم تردّ بسيفك البتّار
أرأيت في حرفي أقول براءةً؟!
بشهادة هي من فتى مغوار
و -نعم وعيتُ مقاله فتسابقت
كالسيل نحو السّطر للأخيارِ
أنت الأصيل مسافرًا بمشاعرٍ
لا تعتزل حكما يهدّ قراري!!
ردّ الفتى قائلا:
من ردّك اهتزّ الفؤاد وماله *** غير القصيد على كنانة شاعر
بل أنت للشعْر الرفيع منارة ٌ***يحْيا بها فكْري الظّليل وناظري