شذرات عطرة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» هنا العمريُّ الثائر الحرف» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» غاب الأميـــــر» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» آية الكرسي.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» إضاءات وحكم.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» في وداع الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمه الله» بقلم طارق عبد الله السكري » آخر مشاركة: طارق عبد الله السكري »»»»» غزة والاستعداد للحرب القادمة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بين السطور» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» وحدوا الصف» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» إلى إبنتي.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»»
الأخ الحبيب الغالي الشاعر العربي الكبير الدكتور سمير العمري
قرأت القصيدة مرات عدة , وقرأت كل ما قيل , بحق القصيدة والشاعر , وكم حاولت أن أكتب حيال ذلك , فلم أوفق , فالتيار الكهربائي يقطع فجأة وغالبا , دون سابق إنذار , ويضيع علي كل ما كتبت أو كان بذهني , لذلك جئت متأخرا , وأنا كمتابع لشعرك , معجبا متذوقا , أشعر بضرورة الاعتذار عن الكتابة المتأخرة .
لعل هذه القصيدة من أروع ما باح به الشاعر العربي الكبير الدكتور سمير العمري , ابتداء من المطلع الإبداعي , مستخدما جملة من المتناغمات اللفظية النحاسية , ذات الوقع الصارخ :
أَصُـــــدُوعُ الـصَّـقِـيــعِ بَــيْـــنَ الــضُّــلُــوعِ
لتقودنا هذه اللمعة الجرسية العالية , إلى الإحساس والشعور الذي أحسه الشاعر :
أَمْ بَـــقَـــايَــــا فُــــــــــؤَادِيَ الْـــمَــــوْجُــــوعِ
كأننا نسمع صرخة تنبهنا للإحساس بما هو آت , تستصرخنا إلى التفاعل مع الحدث , هكذا هي الحركة الإنسانية , وهذا شكل واقعي , نلمسه في حياتنا , عندما يحدث أمر جلل , مدخل موفق للقصيدة , وليس من المحاباة إذا قلت بل هو مدخل ابداعي موفق , ثم يبدأ عرض سحابات الحزن والأسى , بطريقة حكيمة , تميّز بها معظم شعر العمري , مع الصور الشعرية الألقة :
أَمْ شَــظَــايَــا تَــنَــاثَــرَتْ فِـــــــي الْـحَــنَــايَــا
مِـنْ زُجَـاجِ الْأَمَـانِ فِــي حِـصْـنِ رُوْعِــي
كم هو رائع هذا الربط بين البقايا والشظايا , مرة بشعور السكون , ومرة بشعور الحركية , تصيب الحصن المنيع , مستعرضا قوته النفسية الداخلية , وكأن أراد أن يبين كيف يغلبه الحزن , ثم ينتفض بين الإقرار بالحالة والغضب منها :
لَــــكِ مَـــــا شِــئْـــتِ يَـــــا حَــيَـــاةُ فَــإِنِّـــي
لَــــمْ أَنَــــلْ مِــنْــكِ غَــيْــرَ حُــــزْنٍ مُــرِيـــعٍ
نعم لقد غلبته الحالة , بل ذهب عميقا بالدلالة , مسجلا حكمة شعرية , لمن يعيش أو يحس بالغلبة , ليستشهد بهذا البيت القوي , فعلى الرغم من السلاسة في الأداء , تبهرنا قوة التعبير , ثم يستطرد الشاعر بتوصيف الحالة :
عَـافَـنِــي الـنُّـصْــحُ وَالْــمَــلَامُ فَــمَــا لِــــي
مِــــنْ فَــــمٍ غَــيْــرُ صَـمْـتِــيَ الْـمَـسْـمُـوعِ
وكيف أنه وصل إلى مرحلة , لم يعد فيها من فم يتكلم في الشعور الذي هو فيه , بعد أن عافه النصح والملام , ويتجلى الألق الشعري بقول الشاعر : فمالي من فم , غير صمتي المسموع , أية صورة شعورية هذه , ثم يصوّر الشاعر داخله بمقولة معروفة للصابرين المكابدين : هَــــذِهِ مُـهْـجَـتِـي جِــبَــالٌ مِــــن الـصَّـبْــرِ :
هَــــذِهِ مُـهْـجَـتِـي جِــبَــالٌ مِــــن الـصَّـبْــرِ
فَـضُـوعِـي فِــــي سَـفْـحِـهَـا أَوْ فَـضِـيـعِـي
, ثم يتابع حزينا على نفسه , حزينا على ما وصل إليه :
إِنَّــنِــي أَسْـكَـنْــتُ الْخَـفَـافِـيـشَ دَوحِــــي
وَالْـعَـصَـافِـيـرَ فِــــــي كُـــهُـــوفِ بَـقِـيــعِــي
وأية حركة إبداعية هذه , عندما الخفافيش , وهي رمز الفأل السيء , وهي التي تسكن الكهوف , تسكن عند الشاعر في دوحه , والدوح رمز الخير والفرح , أم العصافير والتي لها أن تسكن الدوح , صارت تسكن مكان الخفافيش , أية مأساة هذه , وأية شاعرية , ثم يطلق الشاعر زفرة حرى :
عَـــــرَبِـــــيٌّ تَـــلَـــفَّــــعَ الْـــــعُـــــرْيَ خَــــــــــزًّا
وَامْـتَــرَى الْـعِــزَّ مِــــنْ أَكُــــفِّ الْـخُـنُــوعِ
وتبرع الشاعرية , من جديد , كيف يصور الشاعر ما آلت إليه الحال , وكيف أصبح العري ملبسا , بديلا للحرير وناعم الثياب , وكيف أن العزّ , صار يطلب من الأكف الخانعة التي لا خير فيها , وكل هذا بأسلوب بياني لافت , ثم ينتقل إلى صورة داخلية نفسية أخرى :
أَشْــتَــرِي خِـنْـجَــرَ الـشِّــقَــاقِ وَأَهْـــــوَى
طَـعْـنَ قَلْـبِـي وَأَشْتَـكِـي مِــنْ ضُـلُـوعِـي
أية بلاغة هذه , عندما يستخدم الشاعر لفظة الخنجر , التي غالبا ما توحي بالغدر والخيانة , معقبا على اللفظة بالشقاق , امعانا في التبيين , ليطعن به قلبه , والقلب مركز العاطفة , والضلوع لاتحمي , بل هي مصدر آخر للألم , وكأن الشاعر يتأوه عندما يذكر انتماءه , المقرون بعمق بلواه , متذكرا بشكل غير معلن الأيام الناصعات من تاريخ الأمة , عندما يلتفت ليقول :
وَأَلُــــــوكُ الــتَّــارِيــخَ أَنْـــسِــــجُ مَـــجْــــدِي
مِــنْ نَـصِـيـعِ الـدِّثَــارِ لَا مِـــنْ صَنِـيـعِـي
فاستخدم الشاعر لفظ يلوك , وهو المضغ المتكرر , وخاصة لبقايا غذاء سابقة , دلالة على التغني بالماضي المشرق , ليبني مجدا جديدا , من بقايا عفى عنها الدهر , لا مما يقدم ويصنع , في توقد شاعري رائع , صورة وبلاغة , وتوافق جرس , ولعلي وقفت طويلا وبإعجاب عند هذا الشطر :
وَتَـطْــوِي الـشِّــرَاعَ قَــبْــلَ الــشُّــرُوعِ , متأملا بالصورة الداخلية , والتناغم اللفظي الموفق , بين الشراع والشروع , منتهى البلاغة والتألق , ثم أقف عند بيت مبهر رهيب , حيث يقول الشاعر :
أَنَـــــا مِــــــنْ أُمَّــــــةٍ تَــعَــايَــتْ فَــأَعْــيَــتْ
كَــــفَّ مُــوسَـــى وَمُـعْــجِــزَاتِ يَــسُـــوعِ
كيف يصور الأمة , وكيف دب فيها الخور والمرض , بل هي التي أمرضت نفسها , وأية روعة في التعبير عن ذلك ( تعايت فأعيت ) , رهيبة هذه اللقطة الشعرية , صورة وجرس وبلاغة , ثم يتألق الشاعر , عندما يرى أن الأمة في ضعفها وخورها , أعيت وأفشلت يمين نبي الله موسى , ولأعيت وأفشلت معجزات السيد المسيح , بمعنى أن اليأس قد بلغ مبلغا , لا تصلح معه المعجزات , كناية ودلالة على عمق الخور , وحالة الحبط والتردي , ولا أجد أية غضاضة أو مأخذ على الشاعر , في هذا التوظيف الرائع , بل هو منتهى الابداع , وهنا أتذكر قولا من الشعر , يريد من خلاله الشاعر أن يظهر البركة , فيقول :
كل رغيف أهله تسعة ــــــــ لكأنما صلى عليه المسيح
هل يصح أن نتهم الشاعر بالخروج عن منطوق اسلامنا وديننا , أما استخدام الشاعر للفظة يسوع , وهي كما قرأت في خضم التعليقات على هامش القصيدة , بأنها لفظة غير إسلامية , فلا أرى أيضا اية مشكلة في هذا , هكذا يطلق عليه البعض , واللغة ليست وقفا على أحد أو جماعة .
للقراءة بقية .
د. محمد حسن السمان
هُـوَ ذَاكَ الَّـذِي يُحَلِّـقُ فِـي آ
فَاقِ طُهْرٍ مِـنَ الْهُـدَى مَتْبُـوعِ
يَحْمِلُ الْمِسْكَ لِلْوُجُـودِ وَلَكِـنْ
يَنْفُخُ الْكِيـرَ لِلْخَبِيـثِ الَخْـدُوعِفقط توقيع حضور بدون انصراف
بارك الله بك أيها الكريم ولا حرمني الله من تفاعلك الراقي وحسك الواعي وأدبك الجم!
والحقيقة أنني لا أعرف بم أرد عليك ولكن ليتك أيها الكريم قلت عن بينة لأنك لو عدت لشعري لوجدت جله فيما تطلب من ذود عن الأمة والدين وتفاخر بالمجد والتاريخ وتفاؤل بأن الأمة على خير وأنه من قال هلكت الأمة كان أهلكهم ، بل إنك لو كلفت خاطرك عناء قراءة واستيعاب مضامين هذه القصيدة لوجدتها تدعو للتفاؤل ومحاربة اليأس والقتوط والثقة بنصر الله والاستعداد دوما بالإيمان وبرباط الخيل.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
ابداع سرمدي ...
قمة بل سحابة من الجمال
................
حفظك الله دكتور
مثل هذه الخريدة المتألّقة العالية يليقُ بها قراءاتٌ عميقة ثريّة ذوّاقة مثل هذه ... شكر الله للقارئ الحصيف والأديب الأريب الأستاذ السمان على هذه الإطلالة المشرقة الجميلة ..
والمطلع من أروع ما يكون، وحروفُهُ صادعاتٌ بمعانيها، فاللّغة العربية قويّة بذاتِها في ثبوت الحروفِ في ألفاظِها التي تعطي دلالاتِها ومعانيها .. فكيف في اختيار ألفاظٍ متّسقة المعاني والجرس والتفخيم ..
كم من الألقِ والتألّق والبلاغة والبيان مطويٌّ في أبيات وقصائد عديدة كثيرة، تنتظرُ من يكشِفُ كنوزها، ودرر بيانها، وأبكار معانيها، ليشهد بعد ذلك مَن لمّا يحيطوا بها، أو لم يشعروا بها، في ثنايا القراءاتِ والحضور والمعاصرة ..
إنّه لا يعرف الفضل والشأن لذوي الفضل والشأن سوى أمثالهم ..
أسألُ الله ألاّ يكون حضوري بصفحاتكم أيّها الشاعر الكبير والمبدع المتفرّد النّجيب نقصاً، وثلماً، وتعبيراً عن عدم التقدير والـتقييم لمثل ما تجودون به من دررٍ وجمال وتفرّد، يستحقُّ أن يقِفَ عليه ذوو المهارات الكافية والذأئقات العالية ، والإحاطات الواسعة، والنظرات الثاقبة، والعمق المطلوب ...
فعُذراً بين يديكم سيدي واستاذي والله، أعتذرُ لوجودي في صفحاتكم، حتّى لو كان وجودي مشيداً ومحيّياً ومهلّلاً .. لأنّه يبقى مع ذلك، دون إدراك الكثير من مواضع الجمال والفخر والتألّق التي تُذهلُ وتُدهشُ وتتمدّدُ على قدرِ مهارات القارئ وإحاطته وتمكنّه في اللّغة والشعر والنّقد والذوق والشعور ..
لا عدمناكم ولا حرمناكم أيّها الحبيب، ولا جعلنا الله في عدادِ من يشكوهم الزّمانُ في عدمِ تقدير وتثمين وجود مثلكم بيننا .. آمين
أسألُ الله تعالى أن يسخّرَ لكم ما تحبّون، ويقرّ عيونكم ويمدّكم بأمداده وتأييده وتوفيقه، ويحيطكم بالأحباب والأكفاء الذين يقدّرون الجمال والإبداع والتفرّد والمكنات .. آمين
لكم المحبّة والتقدير والتحية والسلام أستاذنا الحبيب العمري .. كن بخيرٍ