تمدَّد حيث شئتَ بكلِّ حينِ
و جُرَّ الناسَ بالدمعِ السخينِ
تمايل في هبوبِ الريح ليناً
نهايةُ كلَِ قمحٍ للطحينِ
غصونُ البانِ آوتْ كلّ طيرٍ
وللغربان حقٌّ في الغصونِ
ترى فيكَ المذودَ عنِ البرايا
وفي الباقينَ جُهّالٌ بدينِ
وأنك ناصحٌ برٌّ رحيمٌ
فيغويكَ الرجيمُ إلى المجونِ
وبعضُ الفعل لا يجديهِ نصحٌ
إذا ما جازَ أقوال الرزينِ
أتشفعُ يا أسامةُ في حدودٍ
بها وصّى المهيمنُ للأمينِ
وذاكَ الجهلُ في أكياس طيبٍ
كمن غطى المعايبَ بالفنونِ
تحذلق وانتفخ واملأ فراغاً
وعربدْ فوقَ أسوارِ الجنونِ
تظنّ بأنّ علمكَ صارَ بحراً
وبعضُ الإثم من بعضِ الظنونِ
وإنّك لم تزلْ في العلمِ طفلاً
تداري الحرفَ في نطقِ المتونِ
ولا تحفلْ بحبَّ الناس إلا
بُعيدَ رضا الإلهِ عنِ الشؤونِ
و لقّنْ نفسك الغرّاءَ دهراً
فكم تحتاجُ من عِبرِ السنينِ
غرورُ الطبعِ يُرديكَ انحطاطاً
تواضعْ.. أنتَ من ماءٍ و طينِ
حياؤك ينبتُ الوجناتِ زهراً
وتسقى من تراتيلِ العيونِ
مساؤك لو علمتَ الليل كنزٌ
تلألأ بالدعاءِ إلى المُعينِ
كتاب الله في يمناكَ يُتلى
وبالأسحارِ تسبحُ بالسكونِ
بمنهاجِ الصحابةِ كيف ساروا
تسيرٌ على خطاهم للعرينِ
فذي سلفيَّةٌ لا عيب فيها
وبعضُ العيبِ من أهل السفينِ
لنا فيها المعزةُ لا نبالي
بأقوال السفاسف والطعونِ
إذا ما السيف نادانا أجبنا
نلبّي بالرباط على الحصونِ
ولا يفتي المثبََط للغيارى
فهُم أدرى وذا فيهم يقيني
فكن يا أنت للإسلامِ سيفاً
تجزّ براثن الذئب اللعينِ
حماةُ الدين في الساحاتِ ساحوا
وليسوا دون شاشاتِ الشجونِ
فدعهم يا قليل الحظّ دعهمْ
عساكَ تكون منهم بعدَ حينِ ...
......