بسم الله الرحمن الرحيم
يظن بعض الناس أنه إذا أوتي القدرة على وزن الكلام فإنه قد امتلك الكلمة يطوعها كيف يشاء ، وينسى أن هذه الكلمة ستكون شاهداً له أو عليه. ولقد حزّ في نفسي ظهور قصائد في الفخر يُظهر فيها الشاعر قدرته على نسج الكلام فخراً وأنه فاق الأولين والآخرين بل ذهب بعضهم إلى أنه علَّم من سبقوه بقرون... فأين نحن ذاهبون أيها الأخوة ؟ هل فقدنا الحكمة ودين الحكمة باسم الأدب والشعر؟ لقد ألهمتني هذه القصائد أن آخذ دور القصيدة التي امتلك زمامها بعض الأخوة ، كيف سيكون حالهم إذا اشتكتهم قصائدهم أمام الله تعالى وهي شاهدة عليهم فلنتخيل شكوى القصيدة
شكوى القصيدة
د. ضياء الدين الجماس
حُروفي حرامٌ على الأبْكَمِ = حرائرُ تَـهوى طهورَ الفَمِ
يريدُ سجودي وطاعةَ حَرْفي = ليفخرَ في حلَّةِ الأخْرَمِ
سَجَدْتُ لربي ولا غيرَه = قصيدي يصلِّي على الهاشمي
إلهي وحيدٌ له قدْ سَجَدْتُ = مجيدٌ له قد فديتُ دَمي
جميلٌ هداني لعشقِ الهُدَى = فلا لنْ أذِلَّ لمنْ قدْ عَمي
أطاوعُ عبداً لربِّ العلا = فأجري على ثغْرِهِ المسلمِ
وأعصى العبيدَ إذا أشركتْ = بكِبْرٍ تعالى على الأنـْجُمِ
بزيفِ الحروفِ ونقرِ الدفوفِ = أصاخوا لشيطانِ شعرٍ قمي
طلاءُ الحروفِ صناعةُ خبٍّ = عليها يزاودُ في المغنَمِ
سأرفعُ دعوى على من سباني = وألْبَسَ حَرْفي هوى المجرم
ليُشبعَ نزوةَ خيلائه = ويرقى على عرشه الموهمِ
خيالٌ سقيمٌ تجلى بوهْمٍ = يظنُّ ظنوناً كرَبٍّ سمي
طوى "فوق كلِّ عليمٍ عليمٌ" = وفوق الجميع هدى الأعظم
حروفيَ تبرٌ ودرٌّ وبرٌّ = أخِرُّ على شاعرٍ مُلْهَمِ
أطوفُ بكعبةِ ربي التي = بمكةَ قامتْ لها أنتمي
وكيفَ أطوفُ بعبدٍ جهولٍ = يموتُ هواناً ونجْسُ الدَّمِ
فلا لا تلمني لأني طهورٌ = أطاوعُ ربَّاً به أحتمي
ويومَ النشورِ أكونُ شهيداً = لمن تابَ عَنْ ذَنْبِهِ المظلِمِ
أصلِّي بروحي على المصطفى = وفاطمةٍ زوجةِ المكرمِ