لستُ الذي يبكي لموتِ حبيبِهِ
هل تصدرُ الآهاتُ من أمواتِ!؟
.
وأنا الذي ما غاب عني طيفُهُ
مذ زيَّنَ الدنيا وبعد مماتِ
.
راقبتهُ والزهرُ فوق ضفافِهِ
ينمو إلى أن عانقَ السكراتِ
.
رافقتهُ طولَ الحياةِ وحينما
طلب الرحيلَ تركتُ كلَّ حياتي
.
ووقفتُ عند القبرِ أرقبُ عُرسَهُ
حتى أتاني واكتوتْ نبضاتي
.
فضممتهُ والشمسُ تبكي والسما
تحتلها سحبٌ من الدعواتِ
.
واللحدُ يبسطُ كفَّهُ ليضمَّنا
والأرضُ تظهرُ شوقَها لرفاتي
.
والطينُ يقسمُ للنسائمِ أنهُ
من جاء مني بعد عمرٍ آتِ
.
لستُ الذي يبكي لموتِ حبيبِهِ
فاسمي الذي قد صاحبَ الورقاتِ
.
والقبرُ قبري والجنازةُ لي أنا
حتى رثائي كان من كلماتي
.
.
قد خطَّها المرحومُ قبل وفاتِهِ
إذ ظلَّ يرقبُ موتَهُ سنواتِ
.
وعلى صدى الأنفاسِ خطَّ بدمعِهِ
لا يُفتَحُ المظروفُ قبل وفاتي