الغاية من هذه الحياة أن نترك أثرا يثبت أننا قد مررنا ذات يوم من هنا ، والا فلا معنى لوجودنا في هذه الدنيا . والكتابة واحدة من هذا الأثر ، بل قل أرقاها فهي عادة تصدر عن أنا س استغلوا العقل ، وراحوا
يتناولون ما حولهم بطرق مختلفة . وفهموا أن الحياة هي تفاعل مع الواقع ، و تجاوب مع ما فيه أو رفضا له .
اننا نكتب لنعالج حالات نشعر بها في أنفسنا ، وهي الدافع الى الكتابة ، و البحث عن راحة مفتقدة ، وطمأنينة مرجوة . فمرة يهزنا اعجاب فنحاول ترجمة ذلك ابداعا نرسم من خلاله استحسانا وانبهارا وتطلعا لدوام تلك النشوة . و أخرى تلذعنا الحياة بأشواكها فنستجيب شاكين باكين في تعبير يشخص ألمنا ومعاناتنا و تحدينا وتصدينا لكل ذلك . وأحيانا نواجه اعوجاجات و التواءات ، و أخطاء و هفوات فلا تسمح لنا ضمائرنا أن ننحني صامتين عن هذا ، ونترك العجلة تنحرف ، فنتدخل محاولين بالكتابة اصلاح الفاسد ، و ردع المسيء بما لنا من أفكار و نظريات وحكم و معارف حتى نحافظ على سبل الاستقامة . و في بعض المرات نحاول سبق الجميع في الامساك بتطلعات وأحلام و أمان حتى نقربها من الواقع علها تصبح ذات يوم في المتناول .
ان الكاتب يحاول أن يترك انطباعه على صفحة الحياة ، و يسجل موقفه اتجاه ما يجري حوله ، كما هو في محاولة دائمة في هدم المرفوض و البحث عن النموذج الأمثل . و الكتابة هي في معظم تجلياتها رفض لا قبول بالواقع