الأحبة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لا زلنا نطل عليكم بين الفينة والأخرى .. وقد تحمَّلت ركائبنا ثقل الشوق .. وتعثر الحروف بين يدي مشاعركم ..
عدنا اليوم بلون جديد .. وطعم جديد .. فقد أرسل لي أحد الأخوة (أحمد البشر) رسالة خطية صدّرها بأبياتٍ من منظومه .. مادحاً فيها بعض رفاق دربه في العلم والتعلم والمصابرة والمرابطة ..
فكتبتُ له رداً على ذلك ما جاش به القلم فهو الخصم والحكم ..
فمن ما قاله البِشْر:
الشعر ميزان العرب والوزن معيار الأدب والنثر فنٌ مستقر لا وزن فيه ولا طرب والحر في الناس البليغ وعاصم فحل الأدب قال المعاني جوهراً في النظم لا يلقى تعب مدح الشباب وإنه ملك القريض بلا عجب
فأجابه مشاكس بقوله:
الشعر ديوان العرب والنثر فن مكتسب ولقد سعدت اليوم إذ أهدى لنا بِشر الأدب هذا البنان قد انبرى يحكى لكم قولاً عجب مهلاً فكم من قائل للشعر ينقصه الأدب فالشعر مقياس الشعور له المسامع تضطرب هل يدرك البشرُ الأمــا ني دون أنواع النصب يا أحمد البشر الذي نظم القريض بلا تعب عجباً لقولك يا فتى هل عاصم فحل الأدب؟ أ لبعـضٍ شعر قاله يعلو على كل الرتب؟ ما بال خواض الذي خاض الغمار وما تعب وكذاك فائز وابن حزمٍ والحسين ابن العجب وكذا التهامي غارق في الدمع يشكو ينتحب وكذا أبو الحسن الذي عشق الكتابة والكتب وجمال ثَمَّ وكاملٌ أيضاً وحامد ذو النسب درجوا على نيل المنى والحظ منهم مستلب مزجوا بضاعتهم فلا يجدون منها محتسب شعري أتاهم عاتباً ولفرط إشفاقي عتب كم قد جلسنا بينهم دهراً وما نلنا الأرب والجمعة الغراء قد وأدوا ضحاها بالصخب أفنوا عصارة وقتها في اللهو حيناً واللعب كرةٌ.. وقد ركضوا بها ركض السريعات النجب يتسابقون وقد نسوا أن الزمان سينقلب واستبدلوا الأجر الثمين بكل فانٍ ذي عطب أضحى الشباب بعهدهم ثملاً بلا كرم العنب وكذا الرياض غدت بهم ملآ بأنواع الشغب وكأنهم من بعد ما تركوا النصائح والخطب أعجاز نخل ترتمي أو عود طلح يُحتطب فاسمع إذن يا بشر ما ينجيك في هذى الحقب واستنطق التاريخ لا تجعل هواك لمن غلب قرآن ربي قائد أكرم به من مكتسب وارع الحديث ولا تكن كالصخر أو بعض الخشب فالعلم رأس فضيلة وبه التفاضل في الرتب وبه زوال جهالة وبه الكرامة تكتسب بالأجر فاز مظفر يهدي الشباب لما يجب هذى الحياة زخارف قد فاز من عنها رغب والعمر يمضى مسرعاً والناس تنعى من ذهب والموت كأس دائر والكل في ذا منتدب فإذا دعا الداعي غداً والناس تخرج تضطرب فهناك ثمة موعد في يوم هول مرتقب فيه ينادى العالمون خذوا الصحائف والكتب ويلٌ لمن بشماله يُعطى الكتاب وما كتب يُلقى بنار قعرها هاو بعيد ذو لهب والفائزون غداة يجمع كل مخلوق يدب من يأخذون الكتب باليمـ ـنـى ويوفون الطلب من يطعمون القانعين وكل ذي كبد رطب من يربطون على البطون صفا الحجون من السغب الصائمون القائمون على الدوام بلا نصب هذا طريق السالكين إذا استبان كما يجب فاسلك سبيلاً للنجاة ولا تكن غـِـرٌ خبب ثم الصلاة على النبي وآله الغر النجب وعلى صحابته الأولى والتابعين مدى الحقب
ننتظر إطلالتكم ..
مع تحياتي ..