♧♧همس الليل..♧♧
لن أتمارى فيكَ ولن أمل، فأنتَ الجدل وبُغْيةُ الروحِ ولم تزل..
ولن أتمادى إلا لك ولن أغادرَك؛ فالورد لا يجادل عطرَه، لا يبعثر بَدرَه إلا حين يهجرُ قطرُ النَّدى رذاذَه، وقطرُ النَّدى أنت، وأنا أنت.. أعتقد
وهنا يظل الرحيقُ عند النَّفحِ يسيل، والقلب بِقُربِهِ يسترجع الذكرياتِ الراحلةَ عند الحنين..
فهمسةٌ واحدةٌ من الحبيبِ قد تُندِّيه وتُجْلي عمقَه وعمقَ الحنايا..
فكأنِّي لستُ إلا أنتَ وأنتَ لستَ إلا أنا، أو كأنَّ الأنا قد تفانى لينفرِجَ السَّبيل..
وديجورُ الغيابِ قد أضحى سابحاً في المجهول؛ مرة يتوَعَّد غروبَ الشمسِ بالأفول، ومرة يأبى أن يرحلَ أو يزول..
والنورُ عند الأبواب يماطلُ قد أبى الدخول، ظل بعيدا يعاكس أنثى القمر بعينيه، يغازلُ الثريا بكفيه، يحومُ عند القلبِ ويجول، يسترجي اللينَ والقبول، ولْيكن ما يكون..
صدقاً أنا الثائرة مع زوبعةِ الشَّوق، أقصف شظايا الشَّجن والحيرةِ هنا وهناك، لكنني أتوهَّج عند عاصفة الأفكارِ الصاخبة والأحاسيسِ اللاهبة فأتَّقِد..
والليلُ وحده يُدركُ كيف يتشعَّبُ الحنينُ مع الآهِ في قلوبِ المغرمين..
وحده الليل مع الحيرةِ يتشعَّبان في ثنايا الروح فنتبعثر..
يستفردان بنا، يتوحَّدان بأعماقِنا عند صرخةٍ صاخبة ونظرة تائهة تتوق إلى أمنٍ وأمانٍ، واستسلامٍ في حضنٍ دافئٍ يعطِّرُه الحبُّ والحنانُ والإهتمام..
#صباح تفالي