عصف الحنين
القلـبُ بـاكٍ والعَينُ تنْهَمـِرُ
هـــذا كــتابٌ سُـطــورُهُ قَــدَرُ
لمْ يَبقَ لي غير الدَمعِ أذرُفُهُ
وإنْ يَكُنْ لا جدوى لـها العِـبَرُ
أضحى نهاري كالليلِ مُكْتَحِل
فالشمسُ تأبى البزوغَ والقَمَرُ
إنّ التي في الأحشاءِ مَسْكنُها
مَرْقَدَها صارَ التُرْبُ والحَجَرُ
أنْعـمْ بِذكرِ الإلــــــــهِ تَلفُــظهُ
تُسَـبـِّحُ اللهَ وهْـيَ تَحْـتَضِـرُ
والسَّقْمُ قَدْ أبدى عن نواجِزِه
فالجِسمُ مَنحولٌ عَضَّهُ الخَوَرُ
والَبسْمَةُ الخَجْلى في سَجِيَّتِها
تُلقي التَحايا والدَّمْعُ يَنْحَـدِرُ
للمـوتِ أنيــابٌ لا يُقاومهــا
مِبْضـعُ آسٍ أوعـالِـمٌ خُــبُـرُ
إلـى رِحـــابِ الإلـهِ بارِئِهــا
قـَـدْ فارقـتْـنا والقَلبُ يَنْفَطِرُ
الموتُ سَـيْفٌ في حَدّهِ قَـدَرٌ
لمْ يُجْـدِ مَنعي لَه ولا الحـَذَرُ
أُختاهُ فلتنعمي مع الشهدا
منزلاً صاغهُ لك القدرُ ء
لكنَّ عَصْـفَ الحَنيـنِ أنّتُــهُ
كالجَمْـرِبَيْنَ الضّلوعِ تَسْتَعِرُ
وذكريات تَلوحُ في خَلَـدي
في كـُـلِ رُكْـنٍ كأنَّهـــا الإبَـرُ
رَبَّاهُ مَنْ لي سِواكَ أقْصُدُهُ
هذا فؤادي بالحُزْنِ يَعْتَمِرُ
لُذْتُ إليك اللهُمَّ مُعْتَصِمـَاً
إنّي على ما ابْتُليتُ أصْـطَبِرُ
أنتَ العَفُوُ الغَفُورُ والحَكَمُ
تَعْلَمُ ما في الغُيوب يَستَتِـرُ