أثار مكامنَ الأحزانِ عندي
.................................................. وأقلق راحتي خطبٌ جسيمُ
فمنذ زمان نكبتِنا توالتْ
.................................................. ... همومٌ بالفؤاد لها كلومُ
خطوبٌ مدلهمات جسامٌ
............................................... يشيب لهولها الطفلُ الفطيمُ
وأحداث يحار العقل فيها
............................................. يطيش لرزئها الشيخُ الحكيمُ
بلاد المسلمين لكل علجٍ
............................................... وماضٍ في الغواية تستقيمُ
يعيث بها فسادا دون خوفٍ
.................................................. وينهبُ خيرَها وبها يُقيمُ
ترى فيها الشريف قليلَ مالٍ
............................................... وينعم يالغِنى الدونُ الذميمُ
بغى بالحكمِ والثرواتُ نهب
............................................ وقال.. "البغي مرتعه وخيم"
بلادٌ ذاقت الويلات تترا
.......................................... ويصرخُ شعبُها عاش الزعيمُ
يدوس رقابهم ليلا نهارا
............................................... وهم من تحتِ قبته جُثومُ
يُسَيِرهم إلى ما شاء قسرا
................................................ كأن الناسَ عند أبيه هيمُ
فلسطين الحبيبة كيف ضاعت
............................................... وغطى صبحَها ليلٌ بهيمُ
وكيف الأهل قد صاروا شتاتا
.............................................. وموطنهم به الباغي مقيمُ
لماذا ثالثُ الحرمينِ نهبٌ
................................................. يُدنِسُ طهرَه لص لئيمُ
وما ذنب الشيوخ لكي يُهانوا
................................................ وفيم يقتّل الطفلُ اليتيمُ
وما ذنبُ النساءِ يصرن ثكلى
............................................ ونارُ ضلوعهن لها ضريمُ
وما ذنب المساجد والمباني
.......................................... وفيم يُجرجر الرجلُ السقيمُ
وهل من بعد هذا ثَم صلحٌ
....................................... وكيف يُصالَحُ الباغي الغشومُ
أفيقوا يا دُعاة السلم مِن ذا
................................................ فإن هراءكم أفكٌ قديم
فهل بالسلمِ نرجعُ من شتاتٍ
............................................أضر بنا وتنكشف الغيومُ
إلى أرض لنا احتلتْ قديما
........................................... يحن لطيفها القلبُ الكليمُ
وتمسح دمعها الثكلى ويحلو
..........................................مرار ٌ في الحشا منها مقيمُ
إذا ذكروا لها الأوطانَ حَنّتْ
......................................... ودمع العين هطالٌ سجومُ
تنوح وتشتكي وَلَهاً إليها
......................................... وإنْ هدأتْ يُذكّرُها النسيمُ
فكم من مرة بالسلم قالوا
........................................... وصدّقنا وخانتنا العلومُ
وكم من مرة نقضوا عهودا
........................................مدى التاريخ يعلمها العليمُ
أما خانوا نبي الله موسى
.......................................... وجرّبهم سليمانُ الحكيمُ
أما انقلبوا على الإسلام غدراً
................................... مع الأحزابِ كادوا أن يقوموا
فهل بالسلم نُعطى ما سُلبنا
............................................... فذا وأبيكم حلمٌ قديمُ
أما والله ما بالسلم يُعطى
......................................... لنا شيئٌ ولو نزل الكليمُ
وإنَ جنوحَكم للسلم عجزٌ
...................................... يقول به من الناس الهزيم
فهل نعطي لإسرائيل حقا
.........................................بأرض الأنبياء بها تقوم
إذا كان الشريفُ دليلَ قومٍ
........................................... فإن دليلَنا يا قومُ بومُ
فما بالسلم تُرتجعُ الأراضي
..................................... وما بالسلم يرتدعُ الظلومُ
ولكنْ بالمكابدةِ انتزاعا
..................................... وحرب دونها هولٌ جسيمُ
تُرى من حرها نار تلظى
....................................... يعُمّ لهيبها ولها ضريمُ
تزلزلهم فينقلبوا خزايا
.................................. ويعلو وجه ناصرهم وجومُ
يخوض غمارَها طلابُ حقٍ
.................................... وقائدهم بها الدينُ القويمُ
شباب لا يوالون الأعادي
............................ ولو هبطت على الأرض النجومُ
يرون القتلَ غاية كل حرٍ
.............................. وفي استشهادهم شرفٌ عظيمُ
لهم في دينهم منهاج حقٍ
.................................... وإن عاداهم عربٌ ورومُ
يبشر بعضهم بعضاً بدارٍ
................................... لهم فيها المسرةُ والنعيمُ
شباب همه جنات خلدٍ
.................................... حليف للتُقى ولها لَزومُ
شديد البأسِ ذو عزمٍ أكيدٍ
............................... سديد الرأي إنْ طاشت حُلومُ
فكم من ناصح بالسلم غنى
................................. وكم أبدى نصيحتنا الغريمُ
وكم من مدّعٍ للخير يُخفي
.................................... ضلالته ويستُرُ ما يرومُ
يقول لنصرةِ المظلومِ أسعى
.................................... وللظُلّام في السرِ النديم
تراه بمظهر النُساك يدعو
......................................لكل فضيلةٍ منها عديمُ
يُحاول جاهدا ستر الخوافي
..................................... مخافة أن يُقال له أثيمُ
فينخدعَ العَوامُ كما أرادوا
..................................... كأن غريمنا خلٌ حميمُ
فلا تغترّ في زِيٍ وقولٍ
................................. وأكرِمْ مَن له ماضٍ كريمُ
ولا تُنْصِتْ لقول من عدوٍ
................................ فإن الخصمَ شيطانٌ رجيمُ
يُمنّينا وعودا كاذبات
.................................... ليُلْهينا بما وعدَ اللئيمُ
لطلاب السلامِ مع ابن آوى
.................................. أقول سلامكُم جدا عقيمُ
فما عرف ابن آوى غير غدرٍ
...................................... يُسيره له طبعٌ لتُيم
إذا التحكيم كان لنا شِعارا
............................. فكيف يكونُ قاضينا الغريمُ
وإن كنا إلى الأعداءِ عونا
........................... وضيعنا البلادَ فمنْ نلومُ..!!
* من القديم حيث كان هناك بقية من أمل....