أرض العروبة والهدى
بِــنَجْمِكِ مِــنْ بَــين الــكَوَاكِبِ يُــهْتَدَى وَنَــهْــجِكِ مِــنْ بَــين الــمَذَاهِبِ يُــقْتَدَى
وَدَرْبُــكِ فِــي الأَيَّــامِ فِــي رِحْــلَةِ الــعُلا تَــبَــارَكْتِ أَرْضًـــا ضَــمَّتِ الــبَيْتَ قِــبْلَةً أَقَـــامَ لَـــكِ الــتَّارِيخُ فِــي الــدَّهْرِ رِفْــعَةً فَــمَجْدُكِ يَــا شِــبْةَ الــجَزِيرَةِ فِــي الــوَرَى تَــفَــرَّدْتِ فِـــي الــبُــلْدَانِ قَــدْرًا وَقُــدْرَةً وَسِــرْتِ عَــلَى الــرَّمْضَاءِ وَالــكَوْنُ مُظْلِمٌ عَــلَــوتِ عَـــنِ الأَقْـــوَامِ غَــيــرَ بَــعِــيدَةٍ بِــــلادًا رَعَــــاهَــا اللهُ لِــلــدِّيــنِ قِــبْــلَــةً أَمَـــا وَالـــذِي أَعْــلَــى مَــقَــامَكِ إِنَّــنِــي إِذَا أَتْــهَــمَ الأَحْــبَــابُ يَــمَّــمْتُ مُــتْــهِمًا وَإِنْ زَارَنِــي طَــيفٌ مِــن الــشَّوقِ بَارِقٌ وَأَرْضُـــكِ لَـــو مَــسَّ الــحَسُودُ جَــلالَهَا وَرُبَّ يَــــرَاعٍ فِــــي أَنَــامِــلِ صَـــادِقٍ أَنَـــا ابْــنٌ لِــهَذَا الــقَومِ مِــنْ آلِ يَــعْرُبٍ فَــأَهْــلُكِ أَهْــلِــي إِنْ أَقَــالُــوا وَإِنْ قَــلَــوا فُــرُوعِي تَــعِيشُ الــقُدْسَ مِنْ نَسْلِ فَاتِحٍ وَلَــــو أَنَّــــنِــي خُــيِّــرْتُ حَــيًّــا وَمَــيِّــتًا فَــسِيرِي نِــيَاقَ الــشَّوقِ بِالرَّكْبِ نَحْوَهُمْ إِلَـــى حَــائِــلٍ أَشْــتَــمُّ مِـــنْ رِيــحِ حَــاتِمٍ وَخُــذْنِــي إِلَـــى الأَحْــسَاء فَــالتَّمْرُ نَــاضِجٌ وَعَــرِّجْ عَــلَى صَــرْحِ الــحَضَارَةِ وَالــعُلا وَأَعْــنِي الــرِّيَاضَ الــمُسْتَقِرَّةَ فِــي الذُّرَى وَطِـــرْ بِــي إِلَــى نَــجْرَان أَرْتَــادُ رَوْضَــهَا وَطُفْ بِي عَلَى الأَنْحَاء فِي حِضْنِ طَائِفٍ وَإِنِّــــي إِلَــــى دَارِ الــــجُــدُودِ بِــمَــكَّــةٍ هُــنَالِكَ فِــي الــبَيتِ الــعَتِيقِ وَقَــدْ رَنَتْ تَــحُــجُّ وَمِــنْــهَا الــقَــلْبُ لــلــهِ خَــاشِــعٌ وَفِـــي جُـــدَّةِ الأَفْــرَاحِ بِــالحُبِّ نَــلْتَقِى وَسِـــرْ بِــي طَــرِيقًا نَــحْوَ يَــثْرِب سَــارَهَا فَــقَدْ شَــاقَنِي مِــنْ رَوْضِ طــيبَةَ هَاتِفٌ أَيَــا مَــوْطِنًا لِــلصِّيدِ مِــنْ نَسْلِ مَنْ عَلَوا تَــسَــامَتْ فَــلَــمْ تَــرْضَ الــدَنَايَا خَــلِيقَةً رِجَــــالٌ لَــهُــمْ نَــحْــوَ الــمُــرُوءَةِ وَثْــبَــةٌ وَمِـــنْ كُــلِّ حُــرٍّ يَــحْفَظُ الــعَهْدَ شَــامِخًا فَـــإِنْ كَـــانَ عَــصْــرُ الــجَاهِلِيَّةِ مُــشْرِكًا وَلَــمَّــا أَتَـــى الإِسْـــلامُ لِــلــحَقِّ هَــادِيًــا وَسَـــارُوا بِــنُورِ اللهِ فِــي الــكَونِ دَعْــوَةً أَقَــامُــوا عَــلَــى الأَجْــيَــالِ دَارًا مَــنِــيعَةً إِذَا هَــبَّــتِ الــنَّــكْبَاءُ هَــبُّوا إِلَــى الــوَغَى وَإِنْ عَــمَّتِ الــسَّرَّاءُ لَــمْ يَــتْبَعُوا الــهَوَى فَــلَــمَّــا عَــلَــى الأَيَّـــامِ هَــانُــوا تَــهَــاوَنُوا حِــــجَــازٌ وَنَــــجْــدٌ فَـــرَّقَ الــدَّهْــرُ بَــيْــنَهَا هُـــوَ الــفَــتْحُ أَحْــيَــاهَا بِـــلادًا وَأُمَّـــةً عَــجِــبْــتُ لَــــهُ عَــزْمًــا أَجَـــدَّ وَدُونَـــهُ وَأَتْــبَــعَــهُ نَــسْــلٌ عَــلَــى الــعَــهْدِ سَــائِــرٌ وَهَـــا جَـــاءَ عَــبْــدُ اللهِ خَــيــرَ خَــلِــيفَةٍ إِمَــامَ الــهُدَى الــمَرْجُوَّ فِــي كُلِّ حَادِثٍ تَــقَــلَّدْتَ عِـــزَّ الــمُــلْكِ فِـــي دَارِ عِــزَّةٍ وَمَـــا زِلْـــتَ تُــولِي بِــالمَكَارِمِ مَــنْ أَتَــى فَــيَــا خَـــادِمَ الــبَــيْتَينِ مَـــا زَالَ ثَــالِثٌ يُــنَادِي عَــلَى الأَحْــرَارِ مِــنْ آلِ يَــعْرُبٍ وَقَـــومٌ سَــقَــاهُ الــقَــهْرُ كَـــأْسَ تَــشَرُّدٍ وَقَـــومٌ بِــشِعْبِ الــغَدْرِ طَــالَ حِــصَارُهُ فَــخُــذْهَا رَعَـــاكَ اللهُ مِــنْ قَــوْلِ شَــاعِرٍ إِذَا لَـــمْ يَــقُــمْ لِــلــنَّصْرِ مِــثْــلُكَ فَــارِسًا وَأَنْـــتَ عَــلَــى أَنْ تَــنْــصُرَ الــحَقَّ قَــادِرٌ أَقِــيــلُــوا عِــــثَــارِي يَـــا أَحِــبَّــةُ إِنَّــنِــي أَرَى الــمَوتَ عَــمَّ الخَلْقَ فِي كُلِّ سَاحَةٍ وَأُشْــفِقُ أَنْ تَــفْنَى الــمُرُوءَةُ فِــي الــوَرَى أَرَى قِــبْــلَــةَ الإِسْـــلامِ نَــهْــجَ تَــوَحُّــدٍ وَكُــونُــوا كَــمَــنْ يَــحْــيَا الــوُجُودَ مُــخَلِّدًا وَعُـــودُوا لِــحَــبْلِ اللهِ وَاعْــتَــصِمُوا بِـــهِ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن كريم
