أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: لحظات من عمر الزمن!!!

  1. #1
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي لحظات من عمر الزمن!!!

    ليس من السهل أن يغمركما شعور بالألفة بين بضع مئات من البشر يجمعكم مكان واحد! أن تجمعك صالة مطار دولي تضم آلاف البشر من جنسيات عدة بها وجها لوجه، فتجد نفسك كرجل أربعيني رزين منجذبا ومفتونا ومشدودا إليها إلى الدرجة التي تجعلك تقلب كل خططك رأسا على عقب، وتغير حتى وجهة سفرك الدولية تلك!! وتجد نفسها كامرأة وقورة يصفونها في محيط عملها بالمرأة الحديدية تشعر بكل هذه الألفة تجاهك!! ثم يحدث كل شيء بعد ذلك بسرعة مذهلة مجنونة!! عالمهما ليس فيه مجال للنزوات النزقة، أسباب الانضباط في حياتهما مختلفة باختلاف الظروف والدوافع، لكنهما منضبطين إلى حد من مثالية وتقشف على كل حال.. وجد نفسه يلغي رحلة سفره ويبادر بطلب تأشيرة دخول دولتها، ليجدها في استقباله المترع بالسعادة بعد عدة أيام!! الجميع تهامس بجنونهما معا، إلا صديقة سبرت أغوارها من قبل قالت:
    لا مبرر لكل هذا سوى أنه سحرك سحرا حقيقيا لا مجاز فيه..
    ضحكت بعذوبة وهمست:
    هو أيضا يلقبني بالساحرة
    لم يكن فيما حدث شيئ خاطئ، لكنه ظل خارجا عن المألوف والمنطق، وربما العقل!
    همست وهي تدفن رأسها في صدره تحتمي به من نفسها:
    حلمت كثيرا بهذا الكم المجنون من السعادة.. رغبته.. اشتقت إليه.. دائما آمنت باستحالة تحقيقه.. أنت حققته لي.. أخذتني إلى روضة من رياض الجنة، رغم بقائنا على الأرض التي عليها نحيا..
    احتواها برقة وبرجفة أخافتها من تشبثه بها.. طبع قبلة حانية بين عينيها.. أضافت بصوت متكسر بعد ارتجف جسدها من فزع مفاجئ:
    أعرف أنني سأفقدك.. سأفقد نفسي التي لم أعرف حقيقتها إلا معك.. ما باليد حيلة رغم كل شيء نحن نعيش في مجتمع لا مكان فيه لجنة على الأرض.. لا بقاء فيه لحب مجنون خارق للعادة..
    ظل يعبث في شعرها كمن يداعب طفلته في المهد، بللت دموعه وجنتيه في صمت.. استمر رنين هاتفهما المحمول دون انقطاع معلنا رفض العالم لاستمرار قصتهما معا..
    جمع أشياءه القليلة وانصرف.. في انتظار طائرة العودة، كتب لها عبر هاتفه رسالة: كنت أدرك كل هذا ورضيت بأن أختطف لحظات من عمر الزمن، أحيا فيها إنسان بقلب ينبض وروح تحس.. لم أطمع في أكثر منها، فهي أساسا كانت المستحيل ذاته.. ومع ذلك أحترم قرارك بأن الزمن ليس ملكا لنا ولا يحق لنا سرقة بعض لحظاته.. دمت بخير وعذوبة.
    هل تكفيني كلمة أحبك وأنا أقتات على حبك!روحي تحيا بحبك،قلبي يدق به، حياتي لحبك

  2. #2
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي


    لحظات من عمر الزمن!


    ليس من السهل أن يغمركما شعور بالألفة بين بضع مئات من البشر يجمعكم مكان واحد!

    أن تجمعك صالة مطار دولي تضم آلاف البشر من جنسيات عدة بها وجهًا لوجه، فتجد نفسك كرجلٍ أربعيني رزين منجذبًا ومفتونًا ومشدودًا إليها إلى الدرجة التي تجعلك تقلب كل خططك رأسا على عقب، وتغيّر حتى وجهة سفرك الدولية تلك!!
    وتجد نفسها كامرأة وقورة يصفونها في محيط عملها بالمرأة الحديدية تشعر بكل هذه الألفة تجاهك!!

    ثم يحدث كل شيء بعد ذلك بسرعة مذهلة مجنونة!! عالمهما ليس فيه مجال للنزوات النزِقة، أسباب الانضباط في حياتهما مختلفة باختلاف الظروف والدوافع، لكنهما منضبطيْن إلى حد من مثالية وتقشف على كل حال..

    وجد نفسه يلغي رحلة سفره ويبادر بطلب تأشيرة دخول دولتها، ليجدها في استقباله المترع بالسعادة بعد عدة أيام!!

    الجميع تهامس بجنونهما معًا، إلا صديقة سبرت أغوارها من قبل قالت:
    - لا مبرر لكل هذا سوى أنه سحركِ سحرًا حقيقيًا لا مجاز فيه..
    ضحكت بعذوبة وهمست:
    - هو أيضًا يلقبني بالساحرة
    لم يكن فيما حدث شيئ خاطئ، لكنه ظل خارجًا عن المألوف والمنطق، وربما العقل!
    همست وهي تدفن رأسها في صدره تحتمي به من نفسها:
    - حلمت كثيرًا بهذا الكم المجنون من السعادة.. رغبْته.. اشتقت إليه.. دائمًا آمنت باستحالة تحقيقه.. أنت حققته لي.. أخذتني إلى روضة من رياض الجنة، رغم بقائنا على الأرض التي عليها نحيا..
    احتواها برقة وبرجفة أخافتها من تشبثه بها.. طبع قبلة حانية بين عينيها.. أضافت بصوت متكسّر بعدما ارتجف جسدها من فزع مفاجئ:
    - أعرف أنني سأفقدك.. سأفقد نفسي التي لم أعرف حقيقتها إلا معك.. ما باليد حيلة، رغم كل شيء نحن نعيش في مجتمع لا مكان فيه لجَنّة على الأرض.. لا بقاء فيه لحبٍ مجنونٍ خارقٍ للعادة..
    ظل يعبث في شعرها كمن يداعب طفلته في المهد، بللت دموعه وجنتيه في صمت.. استمر رنين هاتفهما المحمول دون انقطاع معلنًا رفض العالم لاستمرارهما معًا..

    جمع أشياءه القليلة وانصرف، فقط أبقى لديها قلبه وبقايا روح..

    في انتظار طائرة العودة، كتب لها عبر هاتفه رسالة: "كنت أدرك كل هذا، رضيت بأن أختطف لحظات من عمر الزمن، أحيا فيها إنسانًا بقلبٍ ينبض وروحٍ تحس.. لم أطمعْ في أكثر منها، فتلك اللحظات كانت المستحيل ذاته.. ومع ذلك أحترم قراركِ بأن الزمن ليس ملكًا لنا ولا يحق لنا سرقة بعض لحظاتِه.. دمتِ بخيرٍ وعذوبة."

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,137
    المواضيع : 318
    الردود : 21137
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    نص رومانسي بإمتياز ـ حب عميق ولكنه يبدو إنه حب مستحيل فهما من عالمين مختلفين
    ألتقيا صدفة لينجذب ويفتن كل منهما بالآخر الذي وجد فيه نصفه الضائع المزروع في الخيال
    خارج المنطق والمألوف والعقل إلتقيا .. فاختطفا لحظات من عمر الزمن
    عاشا فيها السعادة وكأنهما في روضة من رياض الجنة على الأرض
    ثم افترقاـ ففي المجتمع لا مكان فيه لجنة على الأرض
    ولا بقاء فيه لحب مجنون خارق للعادة.

    شاعرية وكلمات معبرة عن عواطف سامية
    في نص يحمل أفكارا لافتة وصورا موفقة
    سلمت وبورك القلم
    ودمت بكل ود.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 249
    المواضيع : 13
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اشتقت كثيرا لهذه الكلمات الرائقة ولهذا الأسلوب الشاعري. نص عميق، يحمل دلالات عديدة.
    لحظات من عمر الزمن نعجز عن التمتع بها بعيدا عن إكراهات الذات والمجتمع ...
    مع أجمل التحايا

  5. #5
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    نص رومانسي بإمتياز ـ حب عميق ولكنه يبدو إنه حب مستحيل فهما من عالمين مختلفين
    ألتقيا صدفة لينجذب ويفتن كل منهما بالآخر الذي وجد فيه نصفه الضائع المزروع في الخيال
    خارج المنطق والمألوف والعقل إلتقيا .. فاختطفا لحظات من عمر الزمن
    عاشا فيها السعادة وكأنهما في روضة من رياض الجنة على الأرض
    ثم افترقاـ ففي المجتمع لا مكان فيه لجنة على الأرض
    ولا بقاء فيه لحب مجنون خارق للعادة.

    شاعرية وكلمات معبرة عن عواطف سامية
    في نص يحمل أفكارا لافتة وصورا موفقة
    سلمت وبورك القلم
    ودمت بكل ود.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شاكر مرور حضرتك الكريم أستاذة نادية ومساندتك الدائمة لأفكاري البسيطة

    لعل نصفه الضائع المفقود لم يكن مزروعا في الخيال بقدر ما كان الاستكمال الطبيعي لنصفه الآخر، فما أقسى أن يعيش الإنسان بنصف روح ونصف قلب في جسد كامل.. يملؤه الخواء!

  6. #6
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العكيدي مشاهدة المشاركة
    اشتقت كثيرا لهذه الكلمات الرائقة ولهذا الأسلوب الشاعري. نص عميق، يحمل دلالات عديدة.
    لحظات من عمر الزمن نعجز عن التمتع بها بعيدا عن إكراهات الذات والمجتمع ...
    مع أجمل التحايا

    أنا اشتقت أكثر لتلك المشاركات الشعورية والتعليقات الكريمة سيدي أحمد

    أتأمل في تعليقك: "نعجز عن التمتع بها بعيدا عن إكراهات الذات والمجتمع"..
    قد يكرهنا المجتمع وسيكون من بعض وظائفه في الحياة إكراهنا، لكن على الذات أن تتمرد على هذا الإكراه وتقوم بدورها تجاه نفسها فتحافظ على سعاتها تنتزعها انتزاعا في تلك الحياة!

    دمت عزيزا مشجعا.

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2018
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 79
    المواضيع : 21
    الردود : 79
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    نص جميل بلغة شفيفة راقية فيه كثير من الشجن... هي لحظات ينتزع فيها الإنسان قبسا من سعادة نورانية خارج الزمان والمكان الذي نذرت له.
    استمتعت بقراءة إبداعك الجميل.
    شكرا

  8. #8
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    الأديب المبدع المتألق الأستاذ علاء سعد حسن
    أسعد الله أوقاتكم بكل خير
    بعد قراءتي الأولى لهذه اللحظات المترعة بالحياة، تبادر إلى ذهني قول الشاعر :
    ومن عرف المحبة عن يقين :: حرام أن يميل إلى فراق .
    وتساءلت : كيف لمن قضى جل عمره باحثا عن شيءٍ، أن يتركه هكذا بعد لحظات من حصوله عليه؟
    واستوقفني ما همست له به وهي بين يديه، وما قاله هو لها في رسالته بعد الفراق.. وعدت إلى التساؤل : لماذا كان الفراق ؟
    قرأتها حلم يقظة في لحظات فراغٍ في المطار قبل استئناف رحلة العيش الصعبة .
    دام أبداعكم ودمتم بكل خير وسعادة

  9. #9
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
    نص جميل بلغة شفيفة راقية فيه كثير من الشجن... هي لحظات ينتزع فيها الإنسان قبسا من سعادة نورانية خارج الزمان والمكان الذي نذرت له.
    استمتعت بقراءة إبداعك الجميل.
    شكرا
    ​وأنا استمتعت أكثر بجميل مرورك وعميق قراءتك وروعة تعليقك الرقيق الشفيف

  10. #10
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هَنا نور مشاهدة المشاركة
    الأديب المبدع المتألق الأستاذ علاء سعد حسن
    أسعد الله أوقاتكم بكل خير
    بعد قراءتي الأولى لهذه اللحظات المترعة بالحياة، تبادر إلى ذهني قول الشاعر :
    ومن عرف المحبة عن يقين :: حرام أن يميل إلى فراق .
    وتساءلت : كيف لمن قضى جل عمره باحثا عن شيءٍ، أن يتركه هكذا بعد لحظات من حصوله عليه؟
    واستوقفني ما همست له به وهي بين يديه، وما قاله هو لها في رسالته بعد الفراق.. وعدت إلى التساؤل : لماذا كان الفراق ؟
    قرأتها حلم يقظة في لحظات فراغٍ في المطار قبل استئناف رحلة العيش الصعبة .
    دام أبداعكم ودمتم بكل خير وسعادة
    شاكر مرور حضرتك الكريم أستاذة هنا

    قراءة النص وتأويله طبعا هي حق أصيل للقارئ.. وربما كانت قراءتك الراقية أكثر اتساقا مع الواقع العملي الذي يعيش فيه الناس.

    وربما باتت قراءة أخرى للقصة تحاول الإجابة على تساؤلات حائرة: لماذا كان الفراق؟

    كلما تغول العالم وتوحش الإنسان وتمدد -انتسابا للمادة وليس للانتشار- أصبحت فرص الحب القوي النظيف المبني على الشعور المتبادل فقط دون مقومات مادية رافعة ولا ظروف بيئية معينة أصبحت الفرص تكاد تكون معدومة.. وإن ظل الأمل دائما أبدا في قدوم لحظة ما تتذلل الظروف والبيئة ويلتقي الشتيتان بعدما ظنا ألا تلاقيا.

    خالص الشكر والتقدير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة