|
مَزَّقَتْنِي مَعْزُوفَةُ الأَشْقِيَاءِ |
فَرَمَتْنِي بِكَوْمَةِ الأَشْلاَءِ |
بَيْنَ دَمْعٍ فِي ثَغْرِ طِفْلٍ جَرِيِحٍ |
وَبُكَاءٍ بِصَرْخَةِ الأَحْيَاءِ |
بَيْنَ آهَاتِ الْمَوْتِ عِشْتُ وَلِيِداً |
وَأَنِيِنِي مُهَاجِرٌ لِلدُّعَاءِ |
وَصُرَاخٌ عَلا بِأُذْنِي نِداءً |
رنَّ يَرْجُو إِغَاثَةَ الأَبْنَاءِ |
بِتَلاَبِيِبِي جَرَّنِي الْقَهْرُ حَبْلاً |
لَفَّ عُنْقِي بِمَذْبَحِ الأَبْرِيَاءِ |
وَيْكَأَنِّي لِسَاحَةِ الْقَتْلِ قَصْفاً |
مَدَّ أَشْجَانِي مِدْفَعُ الأَعْدَاءِ |
نَوْحِيَ الْمَخْنُوقُ اصْطَلَى بِاحْتِرَاقِي |
وَشَهِيِقِي مُكَفَّنُ الأَنْدَاءِ |
إِيِهِ يَا حَرْباً أَحْبَطَتْ رِيِقَ شِعْرِي |
وَشِفَاهِي تَنَكَّسَتْ بِاسْتِيَائِي |
وَاعْتِكَافِي بِأَحْرُفٍ خَرَّ فِيِهَا |
لَحْنِيَ الْمَيَّاسُ الْجَفَا بِانْزِوَائِي |
مَأْتَمُ الآهَاتِ ارْتَمَى فِي قَصِيِدِي |
وَعَزَائِي مُعَفَّرٌ بِرِوَائِي |
وَثَلاثٌ يُطَوِّقُونَ يَرَاعِي |
وَاحْتِقَانِي يَجُرُّ سِفْرَ فَضَائِي |
لَيْسَ يُجْدِي بِرِحْلَتِي أَيُّ نَحْوٍ |
فَلِمَاذَا أَطِيِرُ فِي أَنْحَائِي ؟ |
مَوْطِنُ الطَّيْرِ أَصْبَحَ الْيَوْمَ وَكْراً |
تَحْتَ أَنْقَاضٍ طُهِّرَتْ بِالدِّمَاءِ |
لَحْنِيَ الْمَنْهُوكُ ارْتَخَى فِي حُطَامِي |
فَتَدَاعَتْ مَعْزُوفَةُ الأَشْقِيَاءِ |
لَسْتُ أَرْجُو مَلاَمِحَ الشِّعْرِ إِلاَّ |
حِيِنَ أَشْدُو أُنْشُودَةَ الأَوْفِيَاءِ |
حِيِنَ يَغْدُو بِأُمَّةِ الْعُرْبِ قَلْبٌ |
وَارْتِجَافٌ يَحُسُّ بِالإِنْتِمَاءِ |
وَدِمَاءٌ بِذِي الشَّرَايِيِنِ تَجْرِي |
لِوَرِيِدٍ مُحَاصَرٍ بوَبَاءِ |
فَنَشِيِدِي عَلَى الْغَمَامِ يُصَلِّي |
وَدُعَائِي لِمَوْطِنِ الشُّهَدَاءِ |