المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد المعطي
سعيدُ بنُ نحْسٍ أيُّها المُتشائلُ
.......................بكلّ اختِلالات الرُّؤى أنتَ ماثلُ
لِكلّ احتمالٍ للرِّوايةِ تمتطي
.......................فأنتَ الذي تدري وغيرُكَ جاهلُ
وعينُكَ زرقاءٌ لا تغادرُ لوْنَها
.........................تَعُدُّ خيوط الضوءِ حينَ تُسائلُ
بِربِّكَ قلْ لي هل لديكَ بصيرةٌ؟
.....................وَكيفَ ترى الأشياءَ وهيَ تخاتلُ؟
أأنتَ بكفِّ الغيب تقرأ ما ترى
................وتكشفَ مجرى الغيم والقطرُ جافِلُ ؟
فدعني بماء الضوءِ أكتبْ رسالتي
.......................وَحبْري بِقرطاس الكِنايةِ سائلُ
وأقرأُ أوْرادي عليكَ لَعلّها
.............................تميطُ لثاماً للخَفاءِ يعادلُ
فأنتَ خيالُ الظلِّ بثَّ رَمادَهُ
.................وأنتَ سليل الضوء في الظلِّ قائلُ
نحيسُ بنُ سَعدٍ لو أردْتَ تَجَهُّماً
................وَنحْسُ بنُ نحْسٍ في السُعودِ تُقاوِلُ
بكلٍّ أراك اليومَ تبرزُ لاعباً
.........................وَتبدِعُ أسماءً ونجمُكَ آفلُ
دَجى الليل في عينيكَ والفجرُ مقبلٌ
..................فها هيَ أرتالُ الضياءِ تَواصَلُ
أتنسى سعيداً وابنُ سعدٍ لأنه
......................تأبَّطَ خيراً واصطفاهُ تفاؤلُ
وتسمعُ أنفاسَ الضحى في صلاته
................وأنت على درب النفاقِ "تناضِلُ"
يا له من سعيد ٍ ، وهو ابن النحس هذا المتشائل !
المتشائل : اشتقاق لفظي يجمع بين لفظتي الصفتين المتعاكستين معنويا ، وهما : المتشائم والمتفائل . وكما جمع بين التشاؤم والتفاؤل جمع بين السعد والنحس .
غير أن الأمر لا يقتصر على الجمع بين هذه المتناقضات فقط عنده ، بل هو موجود / ماثل حيثما وجدت اختلالات الرؤى,
سعيدُ بنُ نحْسٍ أيُّها المُتشائلُ
.......................بكلّ اختِلالات الرُّؤى أنتَ ماثلُ
وبالتالي فقد ربط الشاعر بين الحالة النفسية المذبذبة المضطربة ،واختلال الرؤى أو تناقض الفكر .
ولقد تضمنت القصيدة تفاصيل ناقدة دقيقة لتلك الشخصية التي يلخص صفاتها البيت الأخير في القصيدة بكلمة " النفاق"
وتسمعُ أنفاسَ الضحى في صلاته
................وأنت على درب النفاقِ "تناضِلُ"
وقد استوقفتني صورة شعرية رائعة في البيت
وعينُكَ زرقاءٌ لا تغادرُ لوْنَها
.........................تَعُدُّ خيوط الضوءِ حينَ تُسائلُ
وأردت أن أستفيض بشرحها، لولا أنني لا حظت خروج الوزن عن إيقاع البحر الطويل في الصدر .
وذلك في موضع (فعولن ) الثانية ، الذي حلت فيه ( فاعلاتُ) ...لا تغادِ
وأشكر الشاعر المبدع الأستاذ أحمد المعطي على ما أمتعنا به من جمال فكر، وجمال تصوير، على مدار القصيدة .
مع التحية والتقدير