من .... أنا!
يا صديقي ... لست أدري من أنا
كلُّ ما أدريه ... أني ههنا
فأنا - أي يا صديقي -
حمأةٌ .... مسنونةٌ ...
صلصالُ ... في طيف سنا
كل ما أدريه .... أني لم أكنْ
فغدوت ...
كيف يغدو...آنُ كُنْ ؟!
يا صديقي ...
كنت طيفا في فضاء النور سابح...
كنت قولاً يا صديقي ...
بين غاد .... بين رائح
كنت أصغي
عذبَ شجوٍ
غير أني - يا صديقي -
ويح قلبي
كيف يسلو شجوَ صادح!
((قد وشى الواشون بي - جهلا ولم آتِ -
إلى أسماع حاكمْ
قيل : إني مفسدٌ في الأرض ....
سفاحٌ و ظالمْ))
ليت شعري ...
كيف يلغو ؟
كيف يجلو ما سيغدو ؟!
أم غدوتُ القولَ حرفاً
في ذَرَا الإِنباء هائمْ !
يا صديقي !
إنني عُلِّمْتُ - ويلي - كل اسم ِ
ثم هامت مقلتي ... في كل رسم ِ
فطويت الكون حرفاً
في صحيف النفس اُسْمِي
كم غدت أفلاك هذا الكون رمزا
في دواتي ... ثمَّ وسم ِ
غابت الأسماء عنهم - يا صديقي -
ثم أمسوا ....
في شراك القول ِ ... راعَ القومَ بَأسُ
ثم جاءت رحمة تمحو وتأسو
فأنابوا - يا صديقي -
مهطعينا
أحنوا الهامات لي طوعا وجاءوا
ساجدينا
وعصى الطاووسُ صُلفاً
ومضى في الغابرينْ
إنني خيرٌ .... أنا نارٌ
وذاكَ الخلق طين
قال : فاهبط مبعداً في الصاغرين
قال: فانظرني ليوم ٍ يبعثون,
إنني آليت أن أغويه كيداً، أن يكون الطين خير المُقربين
قال : فاخرج , بئس نِزْلُ النار مثوى الكافرين
........
فغدا الطاووس رَجْمَاْ
أزَّه كيدٌ ووسُّ
ثم جئت الروض شَوْراْ
وحبيبي ساهم العينين أغيدْ
جنة الفردوس بيتٌ ومراحٌ
غيرَ سدرٍ باسقُ الأفنان أخضدْ
فنضوت السدر - ويحي -
علني أسمو وأخلُدْ
فبدت لي سوأتانا
ليتني ما كنت أنضدْ
أي ظلم قد عراك اليوم .... نفس؟
أي بؤس قد ثواه فيك ... وَسُّ؟
فغدوت لائماً للنفس أحثو
من ثرى الحصباء ،
يذرو الرأسَ وعثُ
في شقاء من لظى الحراء اُكبِدْ
يا صديقي .... لست أدري من أنا !
كل ما أدريه أني ههنا
كل ما أدريه أني نَبْوةٌ
في زمان و مكان ... رهجُ كُنْ
تلك أوراق اعتمادي .... لعكاظ
أجزل الساقي .....
فبات القلب دنْ .